د.عبدالعزيز بن سعود العمر
دعوني أبدأ هذه المقالة القصيرة بتشبيه يقرب الصورة. تصور عزيزي القارئ أن مركباً يسير في عرض البحر، لو أن هذا القارب كان يبحر والسماء صافية، والأمواج هادئة، والشمس مشرقة، والاتجاه محدد ومعروف، فلا أظن أن هذا المركب في مثل تلك الظروف المحيطة يحتاج إلى ربان (قائد) ماهر. أما إذا أظلم الليل، ولم يعد الاتجاه معروفا، وبدأت الأمواج الهادرة تضرب في جوانب القارب، وبدت صرخات ركاب القارب تتعالى، حينئذ فقط نحتاج إلى القيادة المتمكنة التي تقود المركب إلى شاطئ الأمان. دعوني الآن أنقلكم إلى الصورة المقابلة.. أي التعليم والقيادة التعليمية. عندما تتهاوى إنجازات طلابنا على كل مقاييس التحصيل الطلابي، وعندما نكتشف أن ما يحققه طلابنا على مقاييس التعلم متدنياً مقارنة بما يحققه طلاب الأمم الأخرى، وعندما تتفشى بين أبنائنا سلوكيات مرفوضة، وعندما يفتقد أبناؤنا إلى مهارات التحليل المنطقي، وتضعف لديهم قدراتهم المنطقية، ويفتقدون إلى الاستقلالية في التفكير، فإننا حينها نكون في أمس الحاجة إلى قائد تعليمي في المدرسة ملهم إنقاذي، قائد تعليمي قادر على أن يعيد طلابنا إلى الموقع المشرف الذي يستحقونه في حلبة السباق التعليمي الدولي