د.نايف الحمد
ليلة خالدة في تاريخ رياضتنا السعودية تلك التي توج فيها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - نادي الهلال بكأس خادم الحرمين الشريفين محققاً ثلاثية الموسم ومهيمناً على البطولات المحلية بعد أن أضاف بطولة كأس الملك الغالية لبطولتي الدوري والسوبر ليكتب فصلاً جديداً وملحمة تاريخية في أهم وأكبر موسم عرفته كرة القدم السعودية.
نهائي مثير ومباراة مجنونة أوفت بوعودها؛ كان أبطالها نجوم الهلال، حيث كتبوا السطر الأخير من رواية ملحمية بدأت مع انطلاق الموسم، سجل فيها الزعيم أرقاماً إعجازية وبطولات لن ينساها التاريخ، وستبقى ذكراها تتردد في أذهان عشاق ومتابعي كرة القدم السعودية لأمدٍ بعيد.
لم يكن غريباً أن يكون كبير آسيا هو البطل، فهذا المارد الأزرق اعتاد أن يكون كذلك منذ تأسيسه على يد شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد - رحمه الله - لكن السطوة التي أحدثها هذا الموسم كانت على مرأى ومسمع من العالم أجمع؛ بعد أن قدمت الدولة أعزّها الله كل الدعم والرعاية لكرة القدم وفق إستراتيجية كبيرة؛ فضخّت الأموال وجلبت نجوم العالم وباتت جماهير الأندية الأخرى تتوقع سحب البساط من تحت أقدام لاعبي الهلال في ظل ما تزخر به قوائمهم من نجوم عالمية جاءت من أقوى الفرق الأوروبية؛ لكن ذلك لم يغير من معادلة التفوق والسطوة للعملاق الأزرق.
عندما اقترب موسم الحصاد من نهايته صالت الجياد الزرقاء وجالت؛ وكانت لها الكلمة الأولى، فأبهرت العالم الذي تابع مشدوهاً المشهد الختامي لمسابقات الكرة السعودية وكيف أنهى نجوم الهلال بقيادة مدربهم الداهية جيسوس قصة موسم مثير لم يتركوا فيه لغيرهم حتى النزر اليسير من كعكة موسم تاريخي بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.
كان المشهد الختامي دراماتيكياً حقاً؛ وقد اعتاد الهلال على النهايات المثيرة التي ارتبطت به وجعلت من بطولاته قصصاً تروى للعاشقين، وقد رسمت حالة من الإبهار والذهول خلّدت تلك اللحظات وجعلت من تلك المناسبات فارقة بسبب تلك النهايات وأبقتها كذكرى جميلة شكلت جزءا مهماً من ثقافة وإرث هذا النادي العظيم.
وكان لمشهد النجم البرتغالي رونالدو وبكائه بحرقة في نهاية المباراة بعد خسارة فريقه جزءا من دراماتيكية أحداث تلك الليلة الخالدة، وقد تداولت وسائل الإعلام العالمية صوره وما بثته من أحداث الختام في دلالة واضحة لما وصلت له المسابقات الكروية السعودية من متابعة واهتمام، وتأكيد على نجاح المشروع السعودي، والقادم سيكون أجمل بإذن الله.
التهنئة نقدمها للقيادة الرشيدة ولكل من عمل على إنجاح هذا المشروع، ونتطلع للمزيد من تطوير أدوات تنفيذ هذا المشروع حتى يحقق كل أهدافه.
نقطة آخر السطر
(سيبقى السحر أزرق في بياض
ويبقى المجد ما بقي الهلال)