عقل العقل
اختتمت منافسات الموسم الرياضي لهذا العام واكتسح الهلال بطولاته وألقابه من السوبر في أبوظبي بعد هزيمته للنصر وهذا الأسبوع حقق الزعيم أغلى البطولات كأس الملك سلمان تحت رعاية ملكية لخادم الحرمين وبتشريف أمير الرؤية ومجدد روح الوطن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- والذي يدعم مشروع تطوير الرياضة السعودية بكل ألعابها وأشكالها من برنامج استقطاب النجوم للدوري السعودي إلى الألعاب والمسابقات الرياضية المختلفة من سباقات للسيارات وبطولات عالمية للجولف والتنس ونزلات الملاكمة العالمية، في هذا العصر الزاهر نشهد الرياضة السعودية وقد أصبحت متابعة ومشاهدة من الملايين في العالم والدليل أن مباراة كأس الملك الأخيرة تم نقلها على عشرات القنوات العربية والعالمية ومن يتابع الصحف والمحطات والمواقع الرياضية العالمية يشاهد صدى هذه المباراة في تلك الدول.
علينا أن نعترف أن مباراة مسك الختام كانت على الموعد من حيث الإثارة والجمال والأهداف والأحداث التي تخللت وقت اللقاء من تسجيل هدف للهلال في الدقائق الأولى من المباراة وتسجيل النصر لهدف التعادل في الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي من المباراة، علينا كمحبين ولدينا شغف بهذه اللعبة أن نحيي الفريقين على روح التنافس وما قدماه رغم أن الهلال قد فاز باللقب بعد ظروف طرد مستحقة وخاصة طرد البليهي لضربه لاعب النصر بطريقة قبيحة ولم يقدِّر البليهي ظروف وتقدم فريقه ولو لم يتصرف هكذا لما استطاع النصر تحقيق التعادل لأن هدف التعادل النصراوي أتى بعد الطرد الهلالي الأول مباشرة وأتمنى أن يراجع البليهي نفسه فهو مدافع شرس بناديه وبالمنتخب، ولكن مثل هذه التصرفات عواقبها قوية على فريقه وشاهدنا كيف أصبح الهلال تحت الضغط النصراوي بعد الطرد وخاصة بعد الطرد الثاني لكوليبالي، ولكن ما أنقذ الهلال باعتقادي هو عاملان الأول هو دهاء مدربه والتغييرات التي أجراها بعد الطردين فأخرج لاعبين مؤثّرين ولكنه تعامل بواقعية ودهاء مع الظروف التي يمر فيها الفريق في تلك اللحظات والعامل الثاني والأهم هو وجود حارس بثقل ياسين بونو، الذي شكَّل وحده فريقاً أمام الهجمات النصراوية ومن كل الاتجاهات وهو من تصدى لركلة الجزاء الترجيحية الحاسمة من ضربات الجزاء.
بكائية رونالدو
من الإثارة في هذا اللقاء هو نهايته وانتصار الهلال الكأس بعد تقلبات كان النصر أقرب لخطف اللقب وأعتقد أن رونالدو أحس بالحسرة من فقدان اللقب مع فريقه وهو الذي لم يحقق معه لقب وبطولة رسمية وأعتقد أن حالة الحزن والبكاء التي اعترت كريستيانو قد حظيت بمتابعة محلية وعالمية وهذا إيجابي ولكن رونالدو رغم تقدمه بالعمر إلا أنه تحس أنه محارب في كل المباريات مع فريقه ويسعى للفوز وهذا سلوك ممتاز ومطلوب وقد أراد أن يسجل في تاريخه بطولات محلية في تجربته الاحترافية التي يخوضها الآن ولا أرى إشكالية أو ضعف في تصرفه هذا مع أن البعض يرى أنه بالغ ولكن أعتقد أنه محارب عنيد لا يرضى إلا بالفوز وغير ذلك يحزنه ويقلل من قيمته كلاعب نجم ولكن إشكالية رونالدو أن المنظومة التي يلعب فيها لا تساعده لأسباب متعددة، أتمنى أن يبقى في الدوري السعودي ويحقق بطولات حقيقة وليس كما يروّج له الإعلام النصراوي بأنه أكبر من الكيان وهذه هي مشكلة في حد ذاتها، فمثلاً حصوله على هداف الدوري يرددون أنه أنسى الهلاليين الفرحة ببطولة الدوري مثل هذا التفكير هو ما يدمّر ويقزّم النصر.
أخيراً ردد الإعلام النصراوي أكذوبة أنه مظلوم من التحكيم حتى إن مدربه طالب بالعدالة من التحكيم في نهائي كأس الملك وكريستيانو ردد هذا الادعاء وحضرت العدالة من الحكم وكان قاسياً على الفريقين بتوزيع الكروت الصفراء والحمراء وكان نصيب الهلال هو الأكثر من تلك الكروت، حضرت العدالة كما طالبوا وفاز الهلال كالعادة وفي كل الظروف والأزمان.