عبد العزيز الهدلق
لماذا بكى الأسطورة كريستيانو رونالدو بعد نهائي كأس الملك وخسارة النصر للمباراة!؟
سؤال يجب أن أطرحه للوصول لإجابة حقيقية لهذا المشهد الدرامي الذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية.
فرونالدو الذي حقق من البطولات الأوروبية الكبرى أنواع وأشكال شتى مع فرق عالمية، ومع منتخب بلاده، ما الذي جعله يدخل في نوبة بكاء حادة بعد خسارة مباراة نهائية محلية في المملكة العربية السعودية؟! في حين لم تذرف أعين لاعبي النصر المحليين أي دمعة!!؟
فهل كان رونالدو أكثر تأثراً منهم بالهزيمة!؟ وهل كان أكثر غيرة وحرصاً على الفريق من بقية اللاعبين!؟
من الصعب تقبل بكاء رونالدو بعد المباراة! فلهذه الدموع تفسيرات عديدة بعضها يذهب لحالة اللاعب النفسية ووقع الخسارة المرير عليه. وبعضها يذهب لاتجاه مختلف وهو أن رونالدو يبحث عن استدرار العطف معه بعد الخسارة هروباً من تحميله مسؤولية الفشل كونه اللاعب الأول في الفريق (عمراً وخبرة وتجربة) والمعول عليه قيادة فريقه للفوز بهذه البطولة وبغيرها من البطولات.
واتجاه آخر في التفسير يذهب إلى أن رونالدو ولما عرف عن شخصيته المحبة للإعلام والاستحواذ على الأضواء أراد سحب الاهتمام الإعلامي من الفريق البطل وتحويل التركيز الإعلامي عليه كلاعب شهير وأسطورة، ولم يكن بيده ما يفعله سوى تصنع البكاء بعد أن فشل في صنع الانتصار.!!
وشخصياً أستبعد تماماً أن تكون دموع كريستيانو رونالدو حقيقية، فهو ليس أكثر حرصاً وحرقة وغيرة على الفريق من لاعبيه المحليين الذين نشأوا وترعرعوا فيه. وهو ليس لاعبا حدثا صغير السن دمعته قريبة الفرار من عينيه.! ولا يتحكم بانفعالاته ولا يستطيع التماسك أمام مثل هذه المواقف. وهو الذي واجه أشد منها.
لقد كان منظر كريستيانو رونالدو مثيراً للشفقة فعلاً مهما كان تفسير الحالة بكاءً حقيقياً أم تمثيلياً! ولكن المؤكد أنه لا يليق بلاعب مثله أسطورة عالمية بلغ سن الأربعين أن ينهار باكياً وسط الملعب كالصغار. إن ما حدث سقطة كبرى بحقه وسمعته وتاريخه. وماكان يجب أن يقوده تفكيره لمثل هذا التصرف المسيء له كشخص ولاسمه كأسطورة عالمية في كرة القدم. فاستدرار العواطف سلوك الضعفاء الذين لا حيلة لهم، والعاجزين عن القيام بفعل وإنجاز يجلب لهم الاهتمام.
وبعيداً عن دراما البكاء، وبعض السلوكيات والتصرفات الشخصية غير المقبولة سواء مع الحكام أو الجماهير في المدرجات فرونالدو منذ مجيئه قدم صورة نموذجية ورائعة للاعب المحترف الحقيقي من خلال العطاء والجهد البدني داخل الملعب، فرغم أنه اسطورة عالمية إلا أنه لم يتعال على الفريق أو على زملائه اللاعبين المحليين بالذات، وكان جهده الذي يبذله مثيراً للدهشة، وكذلك تحفيزه لزملائه وتشجيعه لهم يدعو للإعجاب. هناك جوانب جميلة ومضيئة في شخصية رونالدو، ولكن «الزين ما يكمل» كما يقال.
زوايا
* التغيير في مجالس إدارات الأندية لايجب أن يشمل النماذج الناجحة مثل الإدارة الهلالية، التي تقدم عملاً مميزاً في الإدارة والتسويق والاستثمار بمعايير عالمية، كما لو كان النادي من النماذج الأوروبية الكبيرة. وعزز هذا النجاح في العمل بنجاح غير عادي في صناعة فريق كروي منافس وصل إلى مركز وصيف أندية العالم. فهل بعد هذا يشمله التغيير. وأكثر ما يثير الاعجاب والفخر بتجربة الإدارة الهلالية أنها صنعت بإيدي وطنية وكفاءات سعودية كاملة. فليس من المنطق أن تبعد لمجرد الاستعانة بكفاءات أجنبية. فالتجارب الناجحة يجب دعمها لا هدمها.
* بكاء رونالدو الذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية أكد للعالم نزاهة منافستنا الكروية، وأنها تذهب للأجدر ولمن استحقها فعلاً، فلا مجاملات لأسماء مهما كان تاريخها ومكانتها.
* كانت مباراة نهائي كأس الملك بين أيدي لاعبي الهلال منذ سجل ميتروفيتش هدف التقدم المبكر إلى أن ارتكب الثنائي البليهي وكوليبالي حماقتيهما وطردا من المباراة فانتقلت إلى أيدي لاعبي النصر الذين كانوا يواجهون تسعة لاعبين هلاليين فقط ولكنهم فشلوا مع مدربهم في استغلال الفرصة الذهبية.
* رحيل إدارة فهد بن نافل في هذا التوقيت إن حدث صادم لكل للهلاليين.! فليس من المقبول ولا المعقول الرحيل في عز الحضور.!!
* الأرجنتيني هيريرا حكم نهائي كأس الملك رغم صرامته إلا أنه وقع في أخطاء شنيعة تضرر منها الهلال، أولها ركلة الجزاء التي لم يحتسبها لميتروفيتش مع نهاية الشوط الأول، والثاني ايقاف هجمة انفراد هلالية بحجة وجود خطأ على النصر، ولو أنه تدارك تلك الأخطاء ربما لم تصل المباراة إلى الأشواط الإضافية فما بالك بركلات الترجيح!
* وقع علي البليهي في فخ الاستفزاز الذي كان يمارسه مع اللاعبين الآخرين. عندما تعرض لطرد مستحق في نهائي الكأس حين استجاب للاستفزاز من لاعب النصر النجعي.