علي الخزيم
- مخدرات ومؤثرات عقلية بما يقارب 5 ملايين حبة مخدرة ضبطتها فرق المديرية العامة لمكافحة المخدرات بالمملكة مؤخراً، وتبيَّن - كما أُعلن - أن وراءها وافداً من الجنسية اليمنية وآخر من النازحين؛ وكلاهما - بالتأكيد - قد قَدِمَا لديارنا مُستجِيرين مَلهُوفَين كغيرهما طلباً للأمن والسلامة أولاً؛ ثم البحث عن أسباب الرزق والعمل، وربما كان هذا هو الهدف المَبدئي وما يُفكّران فيه بالباطن، غير أن الظاهر يكون بعد تحقق الأمن والراحة والسكينة خلاف ما بدواخلهما!
- تخيَّل حجم ومدى اللؤم وانعدام المروءة لدى مثل هؤلاء الخونة؟! نعم: فمَن يَغْدر بمُضِيفه الذي حَنَّ عليه وأجاره وأكرمه فهو مُتَدنِّس بأقذر صفات اللؤم والدُّونيّة، ومن أكبر السُّبَّات عند العرب أن يَغدر الجار بجاره أو الضَّيف بِمُضيفه، أو المُستجير بمن أجاره وحَمَاه أو الصديق بصديقه ومن ائتَمَنه، ومثل هؤلاء اقترفوا كل هذه المُوبِقات والمحرمات عند العرب؛ وغيرهم (من أهل الشِّيم).
- أغلب من يستقبل مُهَربَات المخدرات ويُروجها في بلادنا هم مِمَّن جارت عليهم تَبِعات أحداث ببلادهم فلَم يجدوا أحَنَّ من بلادنا ليَلجَئوا إليها مُستَجيرين مَلهُوفين يطلبون الأمن والإغاثة من قيادة وشعب المملكة، يَصِفُوننا حِين قدومهم بأننا الإخوة الأشقاء وأننا مَقاصِد الخير والعطاء والرأفة - بعد الله سبحانه - فإذا ما وجدوا السَّكِينَة والأمن وفُرص الأعمال المُيسرة؛ إذا بهم بعد الراحة واكتساب أسباب الحياة ينكثون بكل المبادئ والمُثُل متجردين من أخلاق زعموا أنهم يتحلون بها.
- تركوا الفظائع والجرائم المُحيقَة بأهلهم وشعبهم ببلادهم، ويبدو - مِن سلوكهم وممارساتهم - أنهم لا يأبهون بما جرى ويجري هناك من المآسي، فهم هنا بِرَغدٍ من العيش والدّعَة والرفاهية؛ ولو كانوا يملكون أدنى درجات وقِيَم الخشية والمروءة والحياء فلربما - على الأقل - إدَّارؤا وأخفوا عيوبهم وانتهاكهم للقِيَم بحق أنفسهم وأهلهم هناك؛ ثم البلد الذي احتواهم وآواهم ورحَّب بهم أهله الكرام، لكنه فقدان الكرامة وفقر الشِّيم وانعدام مكارم الأخلاق، فكيف يصِفُون أنفسهم بأنهم عرب ولم يَتَحلّوا ولو بخصلة من خصال العرب الكريمة العريقة؟!
- مِمَّا يتردد نشره على وسائل التواصل الاجتماعي عن فضائح مثل هذه الطُّغمة الضالة ويُستَنكر حتى من أبناء جلدتهم مِمَّن يُثمّنون حسن الوفادة أو يُقدِّرون العواقب: جرائم التحرش والتزوير والسرقات والغش في البضائع والمواد الاستهلاكية؛ وفي كل الأحوال فإن مَبعَث كل هذا الغُثاء منهم هو السَّفَه وطُغيان الشَّبَع والارتكان لمفاهيم خاطئة بأن العقوبة لن تحصل أو ستكون مما يُحتمَل.
- لا أعلم مقدار الإحصاءات حول جرائم المُفسدين من (بعض) الوافدين والنازحين؛ غير أن كل مواطن يُدرك مدى ضررهم وأنهم يشكلون عبئاً على الجهات الأمنية والدوائر الرسمية والخدمية، لتزايد جناياتهم وكسرهم للأنظمة والقوانين والأعراف الاجتماعية المرعية، وليعلموا جيداً أن الجهات الأمنية والدوائر المختصة لا تغمض لها عين عن ممارساتهم الدنيئة ومخالفاتهم المتعددة، وأنها وإن نظَرت لهم بعين المُضِيف المُكرِم إلَّا أنها لا تقبل الإخلال بالأمن وتعكير صفو المجتمع وخلخلة تماسكه وترابطه، فمن يَتَجَرد من المبادئ القويمة لا يلومَنَّ إلَّا نفسه فهو هنا ببلد القِيَم والحزم والنظام!