أنور بن أحمد البدي
وصل بلاغ بسرقة أحد المنازل، وبعد تتبع الأمر وجد أن كثيراً من المنازل قد تعرضت للسرقة في مناطق مختلفة، ولوحظ أن السرقات تكاد أن تكون واحدة من النوع نفسه والثمن نفسه، وكأنها سرقة منظمة.
لم يكن هناك تكسير للأبواب أو اقتحام للمكان من خلال التهديد والعنف، بل تمت السرقات من خلال الأبواب المفتوحة دون أية مقاومة تذكر، مما جعل المحققين يشكون أن هناك تعاون من داخل البيوت مع السارقين.
تم حصر الجواهر المسروقة الثمينة التي يحرص الجميع على الاحتفاظ بها.
الخصوصية والحياء تعرضت للسرقة، وفقدت عند الكثير ممن يلهثون خلف الشهرة، فقد باتت البيوت دون أبواب ولا أسوار تسترها، وأصبحت الخصوصية مبتذلة والحياء مفقودًا ولا موانع أو رادع حتى انكشفت البيوت وساكنوها.
الرجال أصبحت تنسلخ من مسؤوليتها والنساء أصبح جمالها موحش، وكما يقال الرجولة أخلاق قبل أن تكون ألقاب، والأنوثة حياء قبل أن تكون أزياء.
فإذا فقدت المرأة الحياء فقدت جمالها وزينتها
وإذا تعرى الرجل من أخلاقه فقد صفته.
قال الحكماء: (القناعةُ دَليلُ الأمَانةِ، والأمَانةُ دَليلُ الشُّكرِ، والشُّكرُ دَلِيلُ الزّيادةِ، والزّيادةُ دليلُ بقاءِ النّعمةِ، والحياءُ دَليلُ الخَيرِ كُلِّهِ).
الخصوصية حق رئيس من حقوق الإنسان، فلا تجعل الآخرين يسلبونها منك.
حافظ على كنزك وارفع أسوار بيتك.