سمر المقرن
ابحث عن الفرصة التي تحقق أهدافك فإن لم تجدها أصنعها.. مقولة شهيرة للروائي البرازيلي باولو كويلو. ولا تنتظر الفرصة لتأتي تحت قدميك.
فانتظار الفرصة في أرض موحلة حتماً ستجف يوماً الأرض ويبقى الإنسان بلا حِراك! لذا فصناعة الفرصة هي النجاح والتقدم الحقيقي في حياة الإنسان وبعض الفرص يُفسدها الكسل أو التردد أو الخوف المرضي من الفشل، وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة هي استغلال الفرصة. وهناك فارق بين من يسعى للفرصة ومن ينتظرها أن تأتي إليه على طبق من ذهب، فحتماً لن يأتي الطبق فالسماء لا تُمطر ذهبا. وانتهاز الفرصة وصناعاتها هي روح النجاح، ليست على مستوى الأشخاص فقط وإنما الدول أيضاً، فرأينا كيف حولت اليابان الدمار الشامل الذي أصابها في الحرب العالمية الثانية إلى فرصة نجاح وتقدم وهذه حقيقة مذهلة لأنها خلقت من اليأس «أملاً» ومن الدمار «فرصة» لإعادة بناء الدولة، وكان الأولى أن يستسلم الشعب لليأس ولكنه نهض بأكمله من كبوته عندما بدأ الأطفال يخلقون فرص تلقي العلم وسط الدمار الشامل، ثم خلق الشعب بأكمله فرصة إعادة الإعمار الاقتصادي وتبنوا سياسات اقتصادية تركز على تعزيز التجارة الخارجية، وتحفز على الإنتاج وتصدير أكبر المنتجات وقاموا بالتحول الاقتصادي من الزراعة إلى الصناعة وخاصة الصناعات الرئيسية كالصلب والسيارات، وخلقوا فرص الابتكارات الإلكترونية الحديثة التي جعلت البلاد في مصاف الدول العظمى.
وبالمثل في حياة الإنسان الخاصة لا مجال لليأس ولا الكسل الذي يقتل كل الفرص بلا رحمة، فالفرصة تصنع المجد وهو ما ذكره بيل جيتس في لقاء تلفزيوني عندما سألته مقدمة البرنامج التي تستضيفه فقدم لها شيكاً بالمبلغ الذي تريده مرتين، ولكنها رفضت فرد عليها بقوله سبب نجاحي هو أنني استغللت ما أتاني من فرص ولم أفعل مثلك وأرد الفرص، وحزنت المذيعة بشدة وتمنت لو أعادت الحلقة مرة أخرى لوافقت على فرصة الشيك، ولكنها «فرصة» وضاعت..! ولاستغلال الفرص يجب مراعاة عدة أشياء أهمها: التحكم في الأفكار وسرعة البديهة التي تجعل الإنسان يستغل الفرص وتنظيم الوقت والتفكير وتطوير المهارات والثقافة الشاملة عن كل شيء في الحياة والمغامرة والإقدام وعدم التردد لأن الخوف يدمر أي فرصة وينسفها!
وخلق الفرص ليس للبشر فقط، بل حتى باقي المخلوقات فإن سر نجاحها هو خلقها للفرص، فالقطة تخلق فرصة للحصول على طعام لإطعام صغارها، والعصافير والطيور تغدو خماصاً وتروح بطانا لإطعام الصغار، وحتى عالم النمل المليء بخلق الفرص، فهو يصنع فرصاً مستمرة لتخزين طعامه، وعالم النحل الذي يضرب به المثل في خلق الفرص ليخرج من بطونها شراب فيه شفاء للناس، وبالمثل العديد من المخلوقات التي تخلق الفرص المستحيلة لتواصل حياتها بنجاح.