محمد العبدالوهاب
بالتأكيد.. لا أعني بالتاريخ أن الهلال حقق من خلالها ثلاثية الموسم بل سبق واجتازها برباعية وأكثر، وإنما أقصد الفريدة من نوعها وبباكورة المشروع الرياضي التاريخي نحو تحقيق رؤية 2030 على أرض الواقع، الرامي للتطوير الرياضة السعودية بشكل من خلال المنافسة بصورة خاصة للوصول بها لمصاف الرياضة العالمية كأفضل (10) دوريات في العالم، فقد كان الهلال فيه كالجبل الأشم، مواصلاً إنجازاً تلو إعجاز، من بداية المشوار دوري وسوبر حتى تحقيق أغلى الألقاب كأس خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله)، محطماً فيها كل الألقاب وتكسير الأرقام القياسية على صعيد العالمية بدون خسارة.
ألف مبروك للزعيم وعشاقه ومحبيه بتوالي إنجازاته وبطولاته المتعددة بين حين وآخر.
* * *
امتداداً للحديث نفسه ومن حيث الشيء بالشيء يذكر .. أقول: ألف مبروك للوطن ثم ألف مبروك لعرّاب النهضة الشاملة لهذا الصرح العظيم سمو سيدي محمد بن سلمان (حفظه الله) على ختام الموسم الرياضي الذي كتب له النجاح - على خلاف الوضع الطبيعي حيث النجاح عادة يكون في نهاية المطاف - منذ بداية الموسم، بدءاً بزيادة عدد الفرق في الدوري مروراً بزيادة عدد اللاعبين الأجانب في كل فريق، علاوة على دعم ميزانية الأندية دون استثناء، وانتهاء باستقطاب أسماء عالمية من لاعبين ومدربين أدارت بوصلة الإعلام الرياضي والجماهيري من شمال الكرة الأرضية إلى جنوبها وعلى جنبات شرقها وغربها إلى قلبها - المملكة العربية السعودية -.
وعلى طريقة التحليل الاقتصادي الاستثماري - باعتبار أن الدوري السعودي أصبح يحمل السمة الاستثمارية - اسمحوا لي أن أطرح بعض التساؤلات ذات الصبغة الاستثمارية:
هل كانت صفقات اللاعبين الأجانب ناجحة على الصعيدين الرياضي والاستثماري والإعلامي؟
من الحقائق المقررة أن في كل تجربة جوانب ظاهرة للجميع وأخرى غير ظاهرة سواء كانت إيجابية أم سلبية، يدركها المختصون وتأسيساً على ذلك فإن الواضح من خلال ما تم نشره وتداوله والإعلان عنه أن هناك نجاحات تحققت وبالأرقام، سواء في عدد المشاهدات لمباريات الدوري السعودي أو المتابعين لمواقع التواصل الرياضي والاجتماعي، وهذا لا نقاش فيه لكن وما أدراك ما لكن، هل ذلك النجاح الذي تحقق يتناسب مع حجم الصفقات التي تمت؟. هذا تساؤل مطروح والإجابة عنه مهمة ومفيدة لأنه يبنى عليها الحكم في الموسم القادم.
من جانب آخر هل انعكست ذلك على رفع المستوى الفني للاعبين وزيادة مستوى الدخل للأندية؟
الحقيقة المؤكدة على الأقل حتى الآن أن الدوري السعودي تجاوز كونه دوري كرة قدم وتنافس رياضي إلى أن غدا ساحة اختبار وفحص للقدرات والإمكانات الفنية والإدارية سواء للعيبة أو المدربين، وأخص بذلك الأجانب أو حتى مجالس إدارات الأندية، مع الأخذ في الاعتبار القفزة الهائلة والخطوة الكبيرة غير المسبوقة لوزارة الرياضة، حيث رفعت سقف الاستقطاب الأجنبي إلى ثمانية لاعبين لتقطع بذلك الطريق على من يتعلل بأن نجاح اللاعب الأجنبي في الدوريات العالمية مربوط بوجود كوكبة من اللاعبين المحترفين بجواره.
أخيراً.. من أبرز نتائج هذا الموسم الرياضي إثبات نادي الهلال أن الرياضة ليست مجرد فنون ركل كرة، بل هي صناعة واقتصاد واستثمار والدليل حصد المسابقات بالكامل نتيجة ومستوى وإدارة.
آخر المطاف
قالوا: الشيء الوحيد الذي يقف بينك وبين هدفك، هو أوهامك التي ترى فيها أن الكل ضدك!! دون أن تسأل نفسك عن الأسباب الحقيقة عن عدم قدرتك على تحقيقها.