د.إبراهيم بن عبدالله المطرف
تمثّل المملكة اليوم أنموذجاً إقليمياً للقوة الصاعدة التي تسعى في ظل الأحداث والمستجدات إلى النهوض لمكانة عالمية متقدمة، منطلقة من عجز محاولات مماثلة في المنطقة والإقليم من تحقيق مثل ذلك الطموح، فقد عجزت العديد من الدول من أن تحقق أهدافها في ظل بيئة إقليمية تموج بالتحديات، ومن هذا المنطلق طورت المملكة آليات تمكنها من نفوذ إقليمي وصعود دولي مستعينة بمنظومة من الإستراتيجيات البنيوية التي شكلت حجر أساس لسياسات نوعية بأبعاد فكرية وسياسية واقتصادية واضحة المعالم، وأدوات حضارية وإستراتيجية ودبلوماسية وبيئة داخلية ناعمة، مثل التمكين الذاتي، والكاريزما السعودية والعقلية الفكرية السياسية.
ويرى المراقب الجيوسياسي أن ما تحققه المملكة من نجاحات يجسد إخفاقات قوى أخرى في المنطقة والإقليم والعالم، ويتفق الكثيرون على أن المملكة قد بدأت بالفعل مرحلة الانطلاق الفعلي المتدرج والهادف والحذر انطلاق بنهج متعقل متوازن وهادئ يبشر بسيناريو ارتقاء دولي واعد وتوجه لنهوض دولي بأدوات وإستراتيجيات محفزة، وفكر سياسي واقتصادي وإستراتيجي وطني معاصر وفعَّال، ومكانة مرموقة خليجياً وعربياً وروحية إسلامياً، ونفوذ دولي مصحوب بقوة متمكنة من مواجهة التحديات يجعل من التطلعات لمكانة أكبر ونفوذ أوسع أمرًا ممكناً على أرض الواقع في ظل سباق إقليمي ملحوظ وملموس لتحقيق مثل ذلك النفوذ وتلك المكانة وشوقي -رحمه الله - يقول:
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال
إذا الإقدام كان لهم ركابا
والله الموفق والمستعان.