د. مساعد بن سعيد آل بخات
إن الحالة الذهنية التي يمر بها بعض الطلاب والطالبات وخصوصًا ممن هم يدرسون في المرحلة الثانوية نكاد نصفها بأنها مشتتة وقد تعيقهم عن تحقيق أهدافهم لنيل أعلى الدرجات التي تؤهلهم مستقبلًا للالتحاق بأفضل الخيارات من الجامعات والكليات والمعاهد المتميزة في التعليم والتدريب ليتخرجوا منها وهم مؤهلون لسوق العمل وتنمية الوطن.
فهنا تشتت لأين يكون التركيز في المذاكرة، هل يكون بالتركيز على المذاكرة لاختبار التحصيلي في الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء؟ أو بالتركيز على المذاكرة لاختبار القدرات في الرياضيات واللغة العربية؟ أو بالتركيز في المذاكرة على جميع المواد الدراسية التي يتعلمونها في الصف المدرسي.
وهناك تشتت آخر يعتريهم وهو الانشغال بأجهزة التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي، وبالأخص عندما يكون ذلك غير مفيدًا لهم مثل: متابعة بعض مشاهير السوشل ميديا ومحاولة تقليدهم لتأثرهم بهم في أقوالهم وأفعالهم، وغير ذلك من الأشياء التي قد تهدر وقتهم وجهدهم.
ولا نغفل جانب مهم يضعهم في حالة تشتت وهو مرورهم بمرحلة المراهقة والتي يشعر فيها بعضهم بأنه حر ومسؤول عن نفسه وليس بحاجة لنصح وتوجيه من أحد حتى لو كانت النصيحة والتوجيه من أب أو أم أو معلم، فهو في نظره يستطيع أن يميز بين الصواب والخطأ مما يجعله ينزلق في أمور تسبب له المتاعب وتبعده عن تحقيق أهدافه نحو النجاح.
وحريٌ بنا أن نذكر التأثير السلبي لرفقاء ورفيقات السوء على بعض الطلاب والطالبات فتتغير قناعاتهم وأفكارهم من الاهتمام بالدراسة وتحقيق النجاح إلى الاستهتار بالدراسة والتركيز على أشياء لحظية تشعرهم بالسعادة المؤقتة مثل: الدوران بالسيارة لساعات ... إلخ.
إننا بحاجة لتكاتف جميع مؤسسات المجتمع من أسرة ومدرسة ومسجد ووسائل الإعلام لإنارة فكر الطلاب والطالبات، ومساعدتهم في تحديد أهدافهم، وتوجيههم نحو المسار الصحيح الذي يتوافق مع قيم ومبادئ المجتمع، فهم فلذات أكبادنا وركائز سيعتمد عليهم في تنمية الوطن.
ختامًا..
يحصل النجاح بالتركيز على تحقيق الأهداف، والعكس صحيح: يحصل الفشل بالتشتت عن تحقيق الأهداف.