د. زايد الحارثي
يوماً بعد يوم والمملكة -بفضل الله- ثم بفضل قيادتها الحكيمة تبني وتشيد صرحاً إضافياً للكيان العظيم المملكة العربية السعودية في شتى مجالات الحياة على أسس راسخة ومتينة تطور وتنور وتحمي وتصون الأركان الراسخة لرفعة وتقدم المملكة.
واليوم يضاف لتلك المنجزات العظيمة التي أرسى دعائمها مؤسس هذا الكيان العظيم عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، إنشاء جامعة الدفاع الوطني والتي دشنها صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بدعم وتوجيه ورعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان راعي ورائد وعراب الرؤية المسددة. فماذا تعني الجامعة لمسيرة العلم والتعليم العسكري في المملكة؟ وما مستقبل إنشاء مثل هذه الجامعة؟
هذه الجامعة هي تتويج وثمرة لغرس تم بناؤه قبل حوالي سبعة عقود من التعليم العسكري، نقطة انطلاقتها من كلية القيادة والأركان والتي تخرج منها مئات الضباط من المملكة ومن دول الخليج وبعض الدول العربية والإسلامية مسلحين بأعلى المستويات العلمية والمعرفية والمهارية في المجال العسكري مخرجاتها تمنح الدرجات التي يتشرف بها كل من حملها ويحملها تضاف للرتبة التي يحملها صاحبها وتسمى «ركن» يتميز من يتسمى بها بالتدريب العسكري العالي والخبرة البحثية العالية في المجال وخاصة بدرجات الماجستير التي تأتي تتويجاً لبرامج معدة إعداداً بأعلى المواصفات والمعايير العلمية العالمية.
ومن الطبيعي أن يتولد من هذه الكلية هذه المواصفات تطويراً يتناسب ومعطيات العلم ورؤية المملكة المباركة في المستقبل الواعد المنير وهو ما تم تدشينه بالأمس تحت اسم «جامعة الدفاع الوطني «وهي بهذا الاسم وبالمسمى والمحتوى تعتبر الوحيدة والمتفردة في العالم العربي وربما في العالم الإسلامي ومن القلائل جدا على مستوى العالم وهي تحاكي وتشابه جامعة الدفاع الوطني الأمريكية (National Defense University (NDU والتي تقع في العاصمة الأمريكية واشنطن والتي أسست عام 1976م أي قبل حوالي خمسين عاما والتي تهدف إلى توفير التدريب والتعلم عالي المستوى لمنتسبي الجامعة إضافة إلى تطوير استراتيجية الأمن القومي في الولايات المتحدة.
ولذلك فإن جامعتنا جامعة الدفاع الوطني التي تم تأسيسها مفخرة لكل سعودي بل لكل عربي بما تضمنته من رؤية وأهداف وبرامج تضاهي أعلى أنظمة الجهات القليلة المناظرة لأنها قامت على أفضل وبآخر ما تم التوصل إليه في بناء البرامج العسكرية العليا ونواتج البحث العلمي والتطور التقني. وفي يقيني أنها ستكون بيت خبرة عسكرية عالي المستوى في الشرق الأوسط على الأقل للمعرفة والعلم والمهارة الأمنية والاستراتيجية العسكرية فهنيئاً لنا سعوديين بما تم إنجازه وهنيئاً لنا بقيادتنا لحكيمة التي تحرص على رفعة الوطن وأمنه وحمايته وتقدمه حتى أصبحت نموذجاً في القيادة والريادة.