سلطان مصلح مسلط الحارثي
لم تكن مباراة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، التي أُقيمت مساء يوم الجمعة الماضي، بالمباراة السهلة على فريق الهلال، الذي استطاع أن يكسب اللقب الثالث له خلال هذا الموسم، ليعلن سيطرته على جميع البطولات المحلية «سوبر ودوري وكأس الملك»، دون أي خسارة وبـ3 تعادلات فقط، وهذا يعطي المتلقي انطباعاً مباشراً على قوة وتميز وتفرد الهلال في هذا الموسم الطويل، والذي تميز بقوته، وسط حضور نجوم العالم، فاستطاع الهلال أن يكون صاحب الكلمة العليا، واستحق جميع الألقاب التي حققها عن كل جدارة، وأسعدت أنصاره، الذين اعتادوا على الفرح في كل موسم، إلا أن نهائي كأس الملك، الذي حظي بعدة سيناريوهات لم تكن متوقعة لأي مشجع، زاد من فرحة الهلاليين، وجعل للقب الغالي، نكهة خاصة، وطعماً مختلفاً، وعلى العكس تماماً، تمنى النصراويون أن لا تنتهي المباراة بهذا الشكل، فالآمال كانت تحقيق اللقب، وإنقاذ موسمهم «الصفري»، فصدموا بالخسارة، من فريق كان ينقصه «لاعبان»، وتفاجؤوا بـ»دموع» اللاعب العالمي كريستيانو رونالدو، الذي كانت الآمال معقودة عليه، ليكون نجم اللقاء، فإذا به ينهار باكياً، وربما نادماً.
مبروك للهلال وجماهيره وإدارته وجهازيه الفني والإداري، لقبهم الثالث، و»هارد لك» لبقية الأندية السعودية وجماهيرها.
موسم الطغيان الهلالي
في موسم طغى فيه الهلال وتجبر، وحلق بجماهيره لعنان السماء، حتى بلغ ذروة سنام المجد، حقق ما لذ وطاب من البطولات، وصنع لنفسه مجداً لا يضاهى، حتى أصبح لا يرى أمامه أي فريق، بعد أن أجهز على الجميع، ولم يوجد منافس يستطيع أن يقف له الند بالند! فالكل أمام هيبته خضع، وأمام عنفوانه الفني تضعضع، وأمام شغف نجومه سقط.
حاولوا منافسته ولم يستطيعوا، وحينما عجزوا «فرادا» عن مواجهته، «تحالفوا» ضده، لدرجة أن «المتضادين» تعاونوا، ووقفوا في وجهه علانية، حتى وهو يمثّل الوطن خارجياً، أصدروا «بياناتهم» في جنح الظلام، واحداً تلو الآخر، وتحالفوا ضده مرة أخرى، لإيقاف بعض نجومه، ولكنهم «فشلوا»، كما هي عادتهم، ليكمل الزعيم العالمي مسيرته الذهبية، التي بدأها شيخ الرياضيين ومؤسس نادي الهلال، الشيخ عبدالرحمن بن سعيد، الذي أسس نادياً مختلفاً، وكأنه قد ولد في منصات الذهب، وغير الذهب لا يرتضي، ليليه رجالات عرفوا حجم ناديهم، فصنعوا له تاريخ عظيم، وجعلوا منه، زعيماً لكرة القدم المحلية والعربية والآسيوية، حتى دخل موسوعة «جينيس»، واعتلى قمة العالم، ليحتفي به الاتحاد الدولي لكرة القدم، ويكتب عن أمجاده التي وضعته في مصاف الأندية العالمية.
الهلال يمضي نحو المنصات.. لا يعترف إلا بالقمة.. ولا يهتم بغيرها.. لا يتحالف مع الغير.. ولا يسعى لضرر ألد المنافسين له.. فالزعيم لا ينظر للخلف.. ولا يلتفت لصغائر الأمور.. يعانق السماء.. بكل شموخ وكبرياء.. ليبقي أنصاره سعداء.
استمرار ابن نافل مطلب ملح
لا يشك أي مشجع هلالي، أن ناديه لم يتوقف منذ نشأته وحتى اليوم على شخص معين، سواء كان لاعباً أو مدرباً أو إدارياً أو رئيساً، وهذا «الواقع»، الذي ميَّز الهلال عن غيره، شواهده كثيرة جداً، أولها وأهمها استمرار الفريق الهلالي في حصد البطولات منذ ما يقارب 50 عاماً، كما أنه أبرز نجوماً كباراً كانت لهم صولات وجولات، لم يخدموا الهلال فقط، إنما خدموا وطنهم من خلال المنتخب السعودي، ولكن هذه المرحلة الهلالية مختلفة نوعاً ما، فالهلال مقبل على مشاركة مهمة وصعبة، لا تخص النادي وجماهيره فقط، إنما تعني للوطن الكثير، ونعني هنا كأس العالم للأندية بشكلها الجديد، والتي تنطلق في منتصف يونيو من عام 2025، ويشارك فيها 32 فريقاً من جميع قارات العالم، وكون هذه أول نسخة للبطولة، فالمفترض أن يكون تمثيلنا فيها على مستوى الطموح العالي، ليقدم ممثلنا نموذجاً حياً لتطور الرياضة السعودية على مرأى ومسمع العالم، ومن هذا المنطلق يجب المحافظة على استقرار الهلال في كافة الجوانب، وهذا ما حدث على مستوى الجهاز الفني، الذي جدد لمدة موسم، أيضاً متوقع بشكل كبير استمرار من 6 إلى 7 لاعبين من قائمة اللاعبين الأجانب، إلا أن هذا الاستقرار الفني، لا يكتمل إلا بالاستقرار الإداري، ولذلك يتمنى المشجع الهلالي، أن يستمر الأستاذ فهد بن نافل في رئاسة النادي، ويستمر طاقمه الإداري بالكامل، فالنجاحات التي حققها ابن نافل وإدارته منذ توليه رئاسة نادي الهلال، جعلته اليوم الرئيس الذهبي بعد أن حقق 11 بطولة في 5 مواسم، ولكن الأحاديث التي تخرج من البيت الهلالي لم تكن مطمئنة للجماهير، يدعمها عدم تقديم ابن نافل لملفه الانتخابي، بعد أن فُتح باب الانتخابات يوم الاثنين الماضي، وينتهي غداً الجمعة.