محمد الخيبري
الحادي والثلاثون من شهر مايو الماضي كان يوماً غير عادي، مر على كرة القدم السعودية، احتضن فيه استاد الملك عبدالله في جدة «الجوهرة» قمة الكرة السعودية وديربي الرياض الكبير في نهائي أغلى الكؤوس «كأس خادم الحرمين الشريفين» للموسم الرياضي 2023 - 2024 .
مساء يوم الجمعة الماضي كان موعداً للجماهير الرياضية ومتابعي كرة القدم في أنحاء العالم باللقاء التاريخي الذي جمع الهلال بالنصر بطل دوري روشن السعودي للمحترفين ووصيفه.
حضر فريق النصر المنتشي والمتحفز بكل قوة لنيل بطولة استعصت عليه عقوداً من الزمن وكانت المعنوية الفنية والجماهيرية في قمتها والتفاؤل بلغ منتهاه حتى بات نتيجة المباراة وبشكل شبه مؤكد محسومة «للأصفر».
النصر الذي اصطدم بالهلال الفريق العنيد والقوي والشرس جداً والمتمرس على النهائيات وصاحب الثقافة الأعلى في حصد البطولات وصاحب شخصية وكاريزما البطل بغض النظر عن المستويات الفنية..
الهلال كعادته حضر بشخصيته وعنفوانه وعناده وشراسته وقوته في خطف أي بطولة تُتاح له، وعدم تنازله عنها مهما كانت الظروف ومهما كان المنافس وفي أي وقت ومكان، وتحت أي ضغط ومناخ وفوق أي تضاريس.
قمة الجمعة .. «قمة لم توف بوعودها»، وحسب، وإنما فاقت كل التوقعات وحضرت فيها معاني الاثارة والندية والسجال وسطر فيها نجوم الفريق المعنى الحقيقي للمنافسة.
قمة شاهدنا فيها كل فنون كرة القدم وضياع الفرص والعنف والعصبية والشجار والعراك والخشونة والتلاحم والندية والفدائية والصبر وحتى .. الدموع انهمرت بين دموع فرح وحزن.
قمة حبست الأنفاس طوال أشواطها الأربعة وطوال فترة تسديد ضربات الترجيح التي تفوق بها حارس الهلال الدولي المغربي «ياسين بونو» والذي توج مع زملائه بكأس البطولة والميداليات الذهبية.
قمة أذهلت العالم وزاد جمالها حضور راعيها ومشرفها سيدي «ولي العهد» صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ملهم الشباب وراعي النهضة الرياضية، والذي كان لحضوره رونق وجمال من نوع آخر، تفاعل معه الجميع، سواء بالحضور او خلف الشاشات.
هذه القمة التي لم أستطع أن أدون ملاحظتي الفنية على الرغم من وجود العديد من الحالات إلا أن التفاعل والصخب والحماس الذي صاحب جميع لحظاتها جعلني أستسلم للاستمتاع فقط بجميع تلك اللحظات.
فاز الهلال بلقب بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين وخسر النصر هذه البطولة وفاز الجميع بتشريف سمو ولي العهد وفزنا نحن المتابعين بهذه القمة ذات الجودة الفنية عالية المستوى والمتعة منقطعة النظير.
وفي شأن الهلال بطل كأس الملك وبطل كأس الدرعية للسوبر السعودي وبطل كأس دوري روشن السعودي للمحترفين، وصاحب الأرقام القياسية والأمجاد العريضة لا يمكن أن نغفل دور الإدارة الهلالية الناجحة بقيادة الخلوق الأستاذ فهد بن نافل «والمدير التنفيذي لفريق كرة القدم الكابتن» فهد المفرج وبقية أعضاء مجلس الإدارة والجهازين الفني والإداري.
نجاح تلو نجاح لإدارة «بن نافل» يؤكد أن العمل بالهلال عمل تكاملي ومؤسساتي تراكمي ومدروس وهو بلا أدني من المقومات والمحفزات لأي إدارة تأتي خلفاً لسابقتها وهو ما عرف عن الثقافة الإدارية الهلالية.
هذا النجاح الإداري ينعكس إيجابياً وبشكل واضح على المستويات الفنية للأجهزة الفنية والطبية ويرفع من ثقافة النجوم واللاعبين والمحترفين مما جعل الهلال على مستوى كرة القدم الفريق الأنجع في القارة الصفراء.
وعلى مستوى التمثيل الدولي، الهلال أكثر ناد يمد المنتخبات السعودية بالنجوم؛ سواء بكرة القدم بجميع الفئات السنية وبعض الألعاب المختلفة الجماعية منها والفردية.
قشعريرة
عُرف أن الجمال لا يكتمل.. وما خدش جمال قمة الجمعة هو التوتر داخل أرضية الملعب من بعض نجوم الفريقين، والكم الهائل من البطاقات الملونة التي اشهرها الحكم بوجوه اللاعبين.
حالات الطرد والإقصاء للاعبي الفريقين زاد ذلك التشوه على الرغم من أنه رفع رتم المباراة وجعل أجواء المدرجات أكثر سخونة وتوترا.
وعلى النقيض من ذلك، فقد زاد من جمال القمة ذهاب «بعض» نجوم الزعيم لمواساة من انهار وحزن من لاعبي النصر في وسط أرض الملعب بكل روح رياضية وبكل تجرد هذا ما تعودناه من نجوم الفريقين الذين تربطهم مع بعضهم البعض علاقة صداقة قوية خارج الملعب.