ميسون أبو بكر
أتذكر أحلامنا قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، كامرأة كنت أتمنى القيادة لأستطيع تلبية حاجات منزلي وأطفالي والاستغناء عن الصداع والحمل الاقتصادي الذي كان يثقل كاهلي بسبب استقدام السائق ووجود شخص غريب تحت سقف منزلي وبرفقة أبنائي.
كإعلامية كنت وقتها أتمنى حرية التنقّل واستضافة أهل الفن من مختلف ألوانه، وكمثقفة كانت السينما والمسرح وحضور عرض أوبرا هو أمنية عظيمة قد تتحقق لي على أرض الوطن بدلاً من السفر لحضور عرض مسرحي أو فيلم سينمائي أو حفل أوبرا في دولة ما قد يكلفني الوقت والمال ووعثاء السفر.
في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي نعيشه أرى الشباب سعيدين بوجود متنفس لهم لتفريغ طاقاتهم وتمضية أوقاتهم وممارسة هواياتهم بدلاً من التسكع في الاستراحات النائية بعيداً عن أسرهم وأجواء العائلة، حيث يستطيعون اليوم تمضية الوقت معاً وخلق نقاش مشترك ومساحات مشتركة.
الفائزات والفائزون بالجوائز العلمية العالمية صاروا حديث الشعب السعودي وصاروا قدوة لأقرانهم من الشباب على الإنجاز والتفوق والإبداع لأن نجاحاتهم صارت على العلن بعد أن كان هذا التفوق بعيداً عن أعين الكاميرات والإعلام.
الملاعب الخضراء عامرة بالجماهير والمشجعين والعائلات التي تتشارك لحظات جميلة وهوايات تحبها.
ومباراة كأس الملك قبل أيام لم تكن مجرد مباراة بين الفريقين الأكثر شعبية وحضوراً على الخارطة الرياضية في المملكة، بل لها بعد أعمق، حيث ضمت أبطالاً رياضيين يتطلع إليهم جمهورهم الغفير على خارطة العالم لتصبح رياضتنا عالمية وعليها الأنظار في كل مكان.
يا الله وأنا أنظر لما تحقق في زمن قياسي أرفع كفي إلى الله بالحمد والشكر والدعاء بدوام الحال وأتطلع للمستقبل الذي يبشّر بالكثير، وأغبط نفسي أنني ممّن عاشوا الحلم ثم بعد أن صار واقعاً معيشاً.