علي حسين (السعلي)
جميل أن نعيش في الواقع وإن غازلت طيفه!
لكن المشكلة إن كان الواقع مُرّا ، والطيف علقما….
هنا نسأل: كيف نجمع بين واقع، وطيف ونحن لانستسيغ الاثنين؟
في ظني أن تعيش الواقع فلربما يخرج الأمل من ثقب إبرة، أما الطيف الذي يراودنا فأنزع ورقاته السوداء وفي أقرب مقبرة للنسيان ضعه، وصلي عليه صلاة الفراق
وابدأ حياة جديدة بين واقعٍ بكل تجلياته بعيدا عن طيفٍ يسحبنا لذكريات ميتة!
ثم قل بينك وبين نفسك:
من تمسّك بالطيف دعه يطير إلى المجهول كرسائل الغرام الساطعة عليها الشمس التي نستروح بقايا عطرها واضمحلال حبرها وتبقى كلمتان ثابتتان لم تتأثرا بشيء وهي:
( بلا وداع )
وأنا اكتب ما ضممته فوق بادر بمخيلتي وضع الشعراء الكتّاب والأدباء… عن الحب والفراق أو حتى الوداع وقبل أن أخوض في هكذا فكرة لدي ما اسطّره عن تلك الكذبة
ما يسمّى «الحب» وهي:
أن الحب توأمه الوفاء الانتماء توأمة الروح بلا مصالح أوشروط وقيود، الحب يأتي عفو الخاطر، تبصره في عيني العشّاق تترجمه ابتسامات المحيّا، وتراه عيانا بيانا في وجه باسم مشعّ بالحياة، أما إذا نقص واحد منها فيبقى حبا خادعا كذوبا ، كالمرأة حين تعتقد بأنها حامل والحقيقة مجرد أعراض تتشابه بين هذا وذاك! وفي الحقيقة ووجهة نظري الخاصة بي هي:
لا حب مخلص دون مصلحة وربما متى ما تنتهي تبقى تلك الكلمة المغضوب عليها «بلا وداع»
ولأحافظ على وزن مَنْ يقرأ الآن وفي هذه النقطة بالذات أقفز لمرحلة نهاية البداية: قرأت في كتاب علم النفس ذات مساء « كل ما أكثرت في التفكير في شخص ما فالطبيعي أنه هو يفكر فيك « وأزيد أنا: بل تخمّن ما يفعله تخيلوا ؟! مثلا أين كان من الساعة الواحدة إلى الرابعة وهكذا !
المسألة أيها المبدعون هو ارتباط روح وتوأمة حياة بحب وأوجع اعتذر منك وأقول:
لا تترك لإنسان ما مجالا أن يخدعك باسم الحب
والآن دعونا ننثر بعض ما قاله الشعراء الأدباء …. في الحب والفراق خاصة أوبمعنى أدق بلا وداع!
منها الشعر الحزين عن الفراق من قصيدة زف الرحيل وحان أن نتفرقا، وتعتبر هذه القصيدة إحدى كتابات الشاعر إيليا أبو ماضي، وهو من كبار شعراء المهاجر ،والتي عبر فيها عن مشاعر الألم والحزن عن فراق الحبيب، ويبدأ مطلع القصيدة بالتالي:
زفّ الرّحيل وحان أن نتفرّقا
فإلى اللّقا يا صاحبّي إلى اللّقا
إن تبكيا فلقد بكيت من الأسى
حتى لكدت بأدمعي أن أغرقا
وكذلك من قصائد الشاعر المتنبي، التي وصف فيها ألمه
بكيت وهل بكاء القلب يجدي
فراق أحبتي وحنين وجدي
فما معنى الحياة إذا افترقنا
وهل يجدي النحيب فلست أدري
ويقول أخيرا:
ليف نيكولايافيتش تولستوي، والذي يعرف باسم ليو تولستوي، ولد عام 1828 للميلاد، يُعد من عمالقة الروائيين الروس، وداعياً إلى السلام، ومُفكراً أخلاقيّاً، ولهُ تأثيرٌ كبير في أسرته، ويعتبرهُ البعض من أعظم الروائيين على الإطلاق ومن أقواله:
- إذا أراد الفن أن يكون أصيلاً، فلا بد أن يكون مفهوماً، ولاسيما لدى هؤلاء الذين يخاطبهم.
- على الإنسان أن يكون رحيماً، لأن الرحمة تجمع بين البشر؛ وأن يكون أديباً، لأن الأدب يوحّد القلوب المتنافرة.
الحقيقة بسيطة، وهي بهذا تتميّز عن الكذب ولعل هذا ما أبحث عنه يختص فكرة مقالي حين قال:
- الإنسان الذي يقدر على الحب يقدر على كل شيء.
- كن طيباً ولا تحاول أن تخبر أحدًا أنّك طيب.
- إن غاية الحياة هي الحصول على السعادة وقد أرادها الله لنا، فمن يطلبها يتمم إرادة الله
- عندما يخوّنونك فكأنهم قطعوا ذراعيك، تستطيع مسامحتهم؛ ولكنّك لا تستطيع عناقهم
- الجميع يفكر في تغيير العالم لكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه.
سطر وفاصلة
كل شيء يذهب ويتطاير في الهواء إلا الخيانة تبقى عالقة بالذاكرة، والفهيم من يستذكرها ليكون قويا وكلما عادت في عقلك ودغدغة مشاعرك قل:
(الضربة التي لا تكسر ظهرك تقويك)
فامضِ ودع كل شيء خلف ظهرك لأنه لا يستحق أن تلتفت له.