منيرة أحمد الغامدي
كان والدها مفتونا بقصص الغرام رغم انه لا يقرأ ولا يكتب وعاش حياته في البادية حيث يجتمع الرعاة يستمعون للقصص والروايات من بعضهم البعض، ومن هنا عرف والدها ب «عفراء وعروة» وقصص حب الرعيان فقرر حين ولادتها تسميتها بعفراء، ولكن مكتب تسجيل المواليد في المركز الصحي القريب لم يكن يعرف أيا من تلك القصص الغرامية فسجلها باسم عسراء.
الاب الأمي استلم شهادة التسجيل وعاد فرحا واودع الشهادة في الصندوق الخشبي الذي كان يحتفظ فيه بكل مهم والتي تتمازج فيه كثير من الروائح ما بين طيب عتيق وروائح تطبيب ونكهة قاز لمنع العثة من الاقتراب للصندوق ومحتوياته.
كبرت عفراء وكان يومها الاول في المدرسة وبدأت المعلمة في تسجيل أسماء الحضور وهنا اشارت لها بعسراء فصححتها عفراء وقالت عفراء عفراء وليس عسراء، ابتسمت المعلمة واكملت تسجيل حضور بقية الفتيات.
في اليوم الثاني المعلمة تكرر نفس الخطأ في مناداة اسماء الطالبات حين تناديها بعسراء، وايضا كررت عفراء تصحيح الخطأ فلم تبتسم المعلمة هذه المرة لكن الفتيات الصغيرات ضحكن بتمتمة، في حين بكت عفراء بجلجلة ودموعها تتساقط على خدودها المحترقة من الشمس .
في اليوم الثالث سرحت أمها شعرها إلا أن عفراء رفضت الذهاب للمدرسة ولم يبد والدها اعتراضا على قرارها ورغبتها وأرسلها تسرح بالحلال وودعها قائلا في أمان الله وانتبهي للغنم يا عفراء ولعله يتأمل ان يلتقيها عروة ويأتي طالبا يدها يوما ما.