د.عبدالعزيز الجار الله
فرضت التنمية واقعا جديدا على الحياة العامة للدول، والسعودية التي جعلت من التنمية خياراً استراتيجيا ومضت في تبنيه كمشروع دولة ومجتمع، أصبحت التنمية في السعودية معياراً لدول الشرق، بل للعالم المشغول بالحروب كان آخرها:
- حرب أوكرانيا وروسيا 2022، في أوروبا.
- الحروب المستمرة في داخل دول أفريقيا.
- الحرب (الأهلية) العربية في السودان أبريل 2023.
- الأزمة الآسيوية بين الصين وتايوان في شرق آسيا.
- عدوان وحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة 2023.
هذه الحروب والأزمات الاقتصادية عطلت وأوقفت التنمية والعالم، فمنذ عام 1975 نشطت التنمية في الشرق الأوسط بعد عوائد النفط والاستقرار بلا حروب، وفي عام 2010 حاول الغرب أوروبا وأمريكا - حاول- عبثا تحريك قواعد الثورات العربية معتقدا أنه قادر على تفكيك مربعات أطالس وخرائط العرب، وإعادة صياغة كيانات الدول العربية عبر الربيع العربي، لكن دون جدوى، بل هي جرعة تحصين ومنشطة لتحرك العرب للدفاع عن أوطانهم. فنتج عنها أن استيقظ العرب على واقعهم.
جاءت التنمية التي تقودها المملكة والتي ستكون بإذن الله أهم البوابات الكبرى للعرب والشرق الأوسط لنقله من المراوحة في مكانه إلى الانتقال لمنطقة الحلول والمبادرات والمعالجة بالتنمية، وجاءت لتكون الخيار الأفضل والاستراتيجي للاستقرار، ونتيجة لنجاحات المملكة بعد (8) سنوات من العمل الجاد تأكد للقارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا أن المملكة أهم سلاسل الامدادات في الشرق الأوسط، وأنها وسيط فاعل للقارات الثلاث، وأن حرب فلسطين - إسرائيل أكتوبر 2023 أكدت للقارات الثلاث إضافةً إلى قارة أمريكا، أن السعودية في هذه المرحلة هي المحور الاقتصادي والاستثماري والاستقرار المستدام بإذن الله.
الحرب الروسية الأوكرانية من فبراير 2022 وحتى الآن، والهجوم المفرط الإسرائيلي على غزة فلسطين من 8 أكتوبر ولأكثر من (8) أشهر وحتى الآن استنزف هذه الدول وأوروبا وأمريكا ماليا عبر السلاح المرسل بالسفن من الدول الأوروبية إلى شواطئ إسرائيل وأوكرانيا.
إذن التنمية هي حلول الشرق الأوسط وليست الحروب التي يحاول الغرب إغراق المنطقة العربية منذ عام 1948، فالغرب يدرك أنه دخل مناطق السباخ والوحل، والآن يبحث عن عملية إخراج شبه مشرف من الحربين لفضاء التنمية الرحب.