لم يكن بقاء (فريق الرياض) صاحب التاريخ العريق والمجد التليد في «دوري روشن للمحترفين» ضربة حظ أو رجما بالغيب..! وإنما جاء نتيجة عمل احترافي متكامل كانت بداية رحلة العودة للمكان الطبيعي في دوري الكبار بعد غياب طويل امتد لأكثر من عقد ونصف من الزمن عاش النادي العاصمي العريق الرياض في (دوري الظل) يتيماً..!! إلى أن قيض الله لمدرسة الوسطى ناظرها الموفق وعاشقها المخلص الأستاذ «بندر المقَّيل» الذي تولى زمام الرئاسة عام 1419 وقتها كان النادي الأحمر والأسود يقبع في طي النسيان بدوري الدرجة الثانية بلا هوية ولا دعم ولا مساندة من (بعض) أنصاره وأعضائه الشرفيين الذين لم يحترموا تاريخ ناديهم صاحب الأمجاد الغابرة في التسعينيات الميلادية من القرن الفائت بجولاته وصولاته التي كسب بها منجزات ذهبية وألقاب خالدة بقيادة نجومه الكبار، يتقدمهم هدافهم الكبير الراحل فهد الحمدان - رحمه الله - فتركوه قابعاً في دائرة الإهمال والنسيان..!! إلى أن جاء الرئيس الشاب بندر المقيل من أقصى مدينة (الفكر العصري) ليبدأ الفريق رحلة العودة للمكان الطبيعي من (الصفر)، فبعد بناء فريق من العناصر المحلية الشابة والنجوم الواعدة انطلق قطار الرياض من محطة الدرجة الثانية مروراً بدوري الدرجة الأولى (يلو)، ولم يتوقف طموح قائده ورئيسه الشاب عند (محطة يلو) بل واصل سيره وسرعته بكل ثقة وروح ونجاح إلى أن عاد قطار الرياض السريع إلى محطة أندية دوري روشن للمحترفين ضمن مكانه الطبيعي.. وسط تحديات وعقبات وعواصف واجهت الفريق العاصمي الشاب في أقوى وأشرس المنافسات الكروي في الدوري السعودي للمحترفين الذي يضم أشهر نجوم العالم، يتقدمهم الأسطورة العالمية كريستيانو رونالدو وبقية النجوم الكبار الذين تم تدعيم بعض الفرق المحلية بهذه الأسماء اللامعة.. غير أن فريق الرياض يكاد يكون النادي الوحيد في الدوري الذي لم يستفد من وجود اللاعب الأجنبي بشكل كبيرة باستثناء حارسه المتألق الأوروجوياني (مارتن كمبانيا) الذي أصيب في آخر مواجهتين حاسمتين..!! لكن طلاب مدرسة الوسطى بروحهم العالية والإحساس بالمسؤولية وإخلاصهم الكبير لشعار ناديهم الذي يحمل اسم العاصمة الحبيبة (الرياض) أعادوا فتح فصول الإمتاع والإبداع بقيادة مدربهم البرازيلي الداهية (أودير هيلمان) الذي نجح بقدراته البارعة في صناعة وهج الفريق الأحمر والأسود وتوظيف قدرات لاعبيه التوظيف الأمثل.. فحققوا حلعشاقهم ومحبيهم بالبقاء في دوري روشن للمحترفين بكل جدارة واستحقاق بعد أن كان هذا الحلم قياساً على الظروف الفنية والعناصرية التي واجهت الفريق، وتكالبت عليه في مشواره وهو يخوض تجربة جديدة أمام فرق كبيرة تملك الخبرة والإمكانيات العناصرية والفنية والمادية والجماهيرية.. بيد أن الرياض خالف التوقعات وحطم زجاج المستحيل ليعلن (تثبيت أقدامه) بقوة دون الاعتماد على نتائج الآخرين..!! في أشهر وأقوى دوري عربي وآسيوي إن لم يكن عالمياً..!
نبارك لإدارة النادي العاصمي العريق (الرياض) هذا الإنجاز المشرف الذي جاء ثمرة جهد وتعب وسهر وتضحيات من رئيسه الشاب (أبو فيصل) وبقية أعضاء شرفه الأوفياء ورجالاته الغيورين على سمعة وتاريخ مدرسة الوسطى.. والقادم أجمل لفخر الرياض.
** **
سلطان الدوس - أمين عام نادي الرياض سابقاً