سهوب بغدادي
فيما يقضي أغلب الأشخاص حياتهم بحثًا عن ذاتهم في الأشياء والأشخاص، ومحاولة لمح انعكاس النفس في أمور عديدة من أبرزها الهوايات بأنواعها والمواهب والاهتمامات، فيختبر الشخص أكثر من مجال بغية العثور عن الضالة، كما يتنقّل الإنسان من مجموعة إلى أخرى من الأصدقاء في فترات من حياته، وهدفه إيجاد حبل الوصال التائه والمنشود منذ نعومة الأظافر، في خضم هذه الرحلة، رحلة الحياة الممتدة، قد يظن الإنسان أنه ضل الطريق ليجد أنه عثر على باب عالم شاسع مؤد إلى السعادة التي لم يعهدها من قبل، في هذا المحور، انتسبت إلى أحد البرامج الرائعة التي تقدمها وزارة الثقافة متمثلة في هيئة المسرح والفنون الأدائية يدعى الفراشات والنحل والكبار بالتعاون مع أكاديمية سبيرز، إذ يتضمن البرنامج ساعات تدريبية لأغلب الفئات العمرية من الطفولة واليافعين وصولًا إلى البالغين، في أكثر من مجال كالتمثيل والمسرح الموسيقي والرقص الأدائي ومهارات السيرك، ويتاح للمتدرب اختبار أكثر من مجال عبر مسارات تدريبية متنوعة، خلال البرنامج يكتشف الشخص مهارات دفينة وغير معهودة عن ذاته، ووجدت في البرنامج أكثر من التعلّم، فكل شخص يأتي له قصة ومعاناة وصعوبات يرغب في التغلب عليها، وجدت أصدقاء وعائلة جديدة وكبيرة مكونة من جميع الأطياف والثقافات والحضارات، من الذين اجتمعوا تحت سقف ولغة واحدة ألا وهي الفن، وأهم من ذلك اعتبرها مجموعة مساندة ودعماً معنوياً وواقعياً خارج إطار البرنامج، سواء من المتدربين أم المدربين، إنه برنامج رائع بحق، إذ امتد من نهاية عام 2023 وانتهى خلال الشهر المنصرم، لقد كانت فترة طويلة، بل من أطول برامج الهيئة إلا أنه من أجملها، ولا يسعني المقال أو المقام أن أذكر محاسنه أو أن أتوجه بالشكر الوفير للقائمين عليه، واستذكر بالشكر والعرفان «ماكسويل، ستيوارت، اندرو، انتون انتوني، بيث، اليزابيث،مولي، لوسي، لورين، ديمي،كريستي، برين، كلوي، كارلي، بن، جيفري، كيفن، مل، خافييه» كل شخص فيهم محترف في مجاله وتعلمنا منهم الكثير على الصعيدين الأدائي والشخصي على حد سواء، ولا نزال نتطلع إلى اللقاء مجددًا، ومزيد من البرامج المتميزة في ذات المجال، بإذن الله.