واس - مكة المكرمة:
تحت رعاية معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة؛ انطلقت أمس بمكة المكرمة أعمال ندوة الحج الكبرى في نسختها الـ48 تحت عنوان «مراعاة الرخص الشرعية والتقيد بالأنظمة المرعية في شعيرة الحج»؛ وسط حضور ومشاركة أكثر من 500 عالم من المملكة والعالم الإسلامي.
واستهل معاليه أعمال الندوة بكلمة ترحيبية، أثنى خلالها على هذا الحضور الحميم الذي يتجدد كل عام؛ من خلال إقامة ندوة الحج الكبرى بشكل سنوي؛ التي تحمل على عاتقها إبراز الدور الثقافي والحضاري للمملكة في خدمة الحج والحجيج، وتسليط الضوء على أهم الإنجازات والمشروعات والتطورات المتلاحقة في الحرمين الشريفين لخدمة المسلمين، وترسيخ مبدأ الحوار الفكري الهادئ لقضايا الأمة الإسلامية في موسم الحج، والتواصل العلمي البنّاء مع المؤسسات والمحافل العلمية والباحثين المتخصصين في معظم دول العالم، وتحقيق المزيد من التكامل والتآخي والتعارف بين أبناء الأمة الإسلامية.
وتحدث معاليه حول مشاركة أصحاب المعالي، والعلماء ومفكري العالم الإسلامي، في أعمال الندوة واستهدافها بهدف توحيد الجهود وتجويدها في توعية الحجاج بأوجه التيسير في أداء شعيرة الحج، بالإضافة إلى تطوير الخطط التشغيلية بما يتناسب مع التنوع الفقهي والمذهبي للحجاج ما يسهل أداء المناسك بيسر وسهولة؛ مشيداً بدور المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين –حفظهما الله- في التسهيل على حجاج بيت الله الحرام، وتقديم كل ما من شأنه أن يضمن لهم حجاً مبروراً وهم ينعمون بالأمن والأمان؛ حتى عودتهم إلى أوطانهم بعد انقضاء مناسكهم.
إثر ذلك جرى تقديم عرض عن أنشطة الندوة لهيئة كبار العلماء؛ بعدها ألقيت كلمة سماحة المفتي العام التي ألقاها نيابة عنه معالي الأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور فهد بن سعد الماجد، أوضح فيها أن هذه الندوة المباركة تناولت خلال مسيرتها موضوعات مهمة بشؤون الحج وشؤون الأمة، وفي هذه السنة يسعدنا في هيئة كبار العلماء أن نتعاون في تنفيذ هذه الندوة التي أخذت هذه العنوان مراعاة الرخص الشرعية بالتقيد في الأنظمة الشرعية في شعيرة الحج.
وبيّن أن المملكة أشرفت على الحرمين الشريفين وسخّرت إمكاناتها ليؤدي الحجاج والمعتمرون نسكهم بكل يسر وسكينة، وأصدرت الأنظمة والتعليمات المتعددة التي تعين الحاج منذ وصوله إلى المملكة إلى تنقله في أداء شعائره، ومن ثم عودته إلى دياره ووطنه؛ موجهاً عبر هذا المنبر النصح لحجاج بيت الله الحرام بأن يراعوا هذه الأنظمة، وليعلم أن ذلك من طاعة الله وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ومن تعظيم حرمات الله في الحرم فإنها هذه الأنظمة ما وضعت إلا لتعظيم هذه الشعيرة وتمكين للحجاج والعاملين في أن يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسكينة.
عقب ذلك ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى؛ كلمة بهذه المناسبة نوه خلالها بجهود وزارة الحج والعمرة في إقامة الندوة التي أمضت عمراً حافلاً بالتجدد والعطاء؛ للإسهام بالاطلاع بمسؤولية هذه الخدمة كل في مهامه؛ مثمناً قفزاتها النوعية وحجم المشاركة فيها من الجموع المباركة من علماء الأمة الإسلامية.
وأكد معاليه أن رابطة العالم الإسلامي بهيئة علمائها ومجمعها الفقهي الإسلامي على استعداد تام بالإسهام كل عام في فعاليات هذه الندوة التي باتت بحمد الله حلقة مهمة وعلامة فارقة في منظومة برامج الحج المهمة والفاعلة وفق الله القائمين على هذا اللقاء العلمي العالمي داعياً الله أن يوفق الجميع في طرح المحاور التي تثري أهداف هذا التجمع الإسلامي العالمي، سائلاً الله جل وعلا أن يوفق الجميع في طرح المحاور التي ترسخ مبدأ الحوار الفكري الهادئ لقضايا الأمة الإسلامية من خلال موسم الحج، والتواصل العلمي البنّاء مع المؤسسات والمحافل العلمية والباحثين المتخصصين في معظم دول العالم، وتحقيق المزيد من التكامل والتآخي والتعارف بين أبناء الأمة الإسلامية.
ثم تفضل معالي وزير الحج والعمرة بتكريم عدد من المشاركين في إنجاح أعمال هذه الندوة.