تركي ناصر السديري
موسم رياضي بهيج، تعيش في ترف وجمال أوقاته.. جماهير الهلال، ومعهم كامل مدرج المنتمين للرياضة الجميلة والنظيفة التي لا تمل من التطور والقفز إلى مستقبل أكثر إشراقا وتفوقا.
ها هو الهلال يعيش في زحام من النعم ورغد منجزي عطر، تُفرح جماهيره، ويستمتع بها المنتسبون للرياضة السامية.
وها هي فرق الهلال تكتسح البطولات وتستحوذ على الجزء الأكبر من بطولات المسابقات الرياضية السعودية، وتحوز على دروعها وكؤوسها وميدالياتها وبهاء التفوق الرياضي.
يتباهى الهلاليون أن ناديهم مؤسسة رياضية تنتمي إلى «العلم الرياضي» في إدارة شئونه، وتستظل بقيم وأخلاقيات رياضة سعودية راسخة.. لتكون النموذج المشرف للنادي الرياضي الذي يخدم رياضة وطنك، ويشرفها في ميادين المنافسة والحضور الرياضي، محليا وقاريا وعالميا.
يعيش الهلاليون في غمرة فرح وزهو عارمة وناديهم الكبير هو صاحب المرتبة الأولى في أولمبياد الألعاب الرياضية السعودية، ويمتلك أكبر عدد من الرياضيين الذين يمثلون المنتخبات والفرق السعودية في المسابقات الإقليمية والقارية والعالمية، ويحققون لوطنهم الغالي الميداليات الذهبية والفضية والبرونزيّة والأرقام القياسية.. أي فخر أكبر من ذلك.
يعيش الهلاليون في رغد من البطولات المحلية، وقد اكتسحوا بطولات القدم والسلة والطائرة وألعاب الميدان والمضمار والسباحة وألعاب الدفاع عن النفس والاسكواش.. وكثير من الألعاب الرياضية الأخرى..
لهذا، يفتخر الهلاليون أن «ناديهم « ليس مجرد «فريق» لعبة وحيدة.. بضاعته الضجيج والتأجيج.!
* * *
كانت العرب تسمي من يجيد الكتابة والرماية والسباحة بـ«الرجل الكامل»، ومن حق الهلاليين أن يطلقوا على ناديهم «النادي الكامل» لكونه الأكثر ممارسة وتفوقا في الألعاب الرياضية، والمناشط الثقافية، والأعمال الاجتماعية والإنسانية، والأكثر كثافة وانتشارا جماهيريا..
أليس هو من اختارته اليونسكو شريكا ورمزا لنشاطها الاجتماعي والإنساني والرياضي وتمنحه وساما تقديريا عرفانا بجهوده النبيلة، وبالذات أنه نادي القرن في بلاده والقارة الآسيوية. وها هو الآن يدخل موسوعة جينيس كأكثر فريق كرة قدم في العالم يحقق أعلى رقم من المباريات المتتالية دون هزيمة.
أليس هو المكتسح لجميع بطولات مسابقات القدم والسلة والطائرة في إنجاز تاريخي، من النادر أن يحققه ناد رياضي.. ربما في العالم.
لهذا يفخر ويفاخر الهلاليون وكل المنتمين للرياضة النظيفة بالنادي الكامل الكبير.. الذي لا يمل من التطور والارتقاء بمستوى فرقه ولاعبوه ونوعية منجزاته، والتفاني في خدمة رياضة وطنك الأبي العظيم.
نعم.. فقد تمت رؤية هلال الرؤية الرياضية السعودية العظيمة.
يا له من مجد تليد، يسعد كل الرياضيين المنتمين للرياضة الجميلة، والمتفوقة.
* * *
لا يكل ولا يمل القائمون على إدارات الهلال منذ تأسيسه على يد شيخ الرياضيين الراحل عبدالرحمن بن سعيد على العمل الجاد والدؤوب.. والنظيف لتطوير ناديهم، وليكون مستمرا في الإنجاز والعطاء لرياضة وطنه السعودي، وتأكيد انتمائه لقيم الرياضة ورسالتها النبيلة.
لهذا تفوقوا على البقية.. الذين ديدنهم اللجاج وافتعال الضجيج وقذف الشجرة المقمرة المثمرة، والسعي لهدمها بدلا من أن يتعلموا من الفلاح النشيط كيفية امتلاكه للحقل الخصيب والعطاء الوفير.
ولأن العاملين على شئون الهلال منذ تأسيسه منحازون إلى «العلم» وقيم الرياضة النقية التي تحثهم على الجد في العمل والإخلاص له.. باتوا متفوقين على البقية ومتجاوزين لهم بفارق شاسع.. ووقاهم الله من الوقوع في وحل أمراض الرياضة الأمية الذي يجعل من ضحاياه مجرد «تكملة عدد «عاجزين في ميدان التنافس الشريف، مفتقدين لمواصفات المنافس الرياضي في حقبة العولمة الجديدة.. لذا تجدهم منهمكين في الرضع من ضرع نواميس العمل الرياضي التي تجاوزها الزمن والزمان، لكونها تعتمد على «الفراسة» و«النفوذية» و«المكر» و«المكايدة» و«افتعال الضوضاء».. كأدوات عمل وإدارة شئونهم.. ليتحولوا إلى «ثعالب ماكرة».. حيلتها «تشويه» منجزات الآخرين، و»شيطنة» تفوقهم دون أن تفطن أن أزمتها تكمن في أنها تفتقد إلى «فكر» و»تفكير» علمي.. يضيء لها خطوات العمل والعطاء.. ويوفر عليها ضياع وهدر الجهد والمال.. دون طائل ولا نفع.. أو إنجاز.
* * *
حبى الله الهلال نادي الشعب الكبير.. رجالا حكماء، أدركوا مبكرا أن الانتماء إلى العمل الرياضي العلمي.. النقي، الذي لا دخل له بمكايدة الآخرين وتتبع نواقصهم والانشغال بتشويههم وافتعال المشاكل لهم.. إنما ركزوا على تطوير إمكانيات وقدرات ناديهم والارتقاء بفكر وكفاءة العاملين، وتوفير سبل الاستقرار لمنظومتهم، وخلق بيئة عمل نظيفة منتمية لرسالة الرياضة النبيلة.
يتعامل الهلاليون مع المسابقة الرياضية على أنها «منافسة» عطاء وأخوة، وليست «مبارزة» حامية الوطيس.. وعداوة. لهذا تفوق الهلال.. وحقق المنجز.. وراء المنجز.. ليس في لعبة وحيدة.. إنما في ألعاب رياضية مختلفة ومتعددة..
* * *
عندما حقق الهلال التفوق الكاسح في أولمبياد الألعاب السعودية الرياضية.. جن جنون دكاكين الأمية الرياضية منتسبين ومقاولين، تلك التي بضاعتها شيطنة الهلال، وتشويه منجزاته.. لكون مبرراتها الواهية التي احترفت في ترويجها.. قد احترقت وتمزقت.. فلم تعد تنطلي على جمهورها الضحية.. وقد اكتشف زيفها، تلك التي اخترعت أكذوبة «اللجان»و»اللوبي»و»الدعم»و»التحكيم».. وكامل مصفوفة «سباحين جحا».
وازداد الجنون جنونا.. عندما كرر الهلال منجزه في أولمبياد الألعاب الرياضية السعودية واكتساحه ميدالياتها.. فتساءل: أين اللجان والتحكيم وبقية المصفوفة الواهية؟ وليس بعيداً تحقيق هذا الهلال وصافة أندية العالم وبطولات قارية محلية وقارية في ظل المنع والحجب وعقوبات ليلة العيد وإيقافات يخجل منها التاريخ.
* * *
حتى المحسوبون على إعلام الهلال الرياضي.. تجدهم على قدر من الرزانة والاتزان والانحياز إلى الموضوعية والالتزام بقيم الإعلام النبيلة، وتغليب مصلحة الرياضة السعودية على كل شيء.. فأعانوا ناديهم على التطور والاستمرار في العطاء الإيجابي والمساهمة في نشر التنوير والوعي الرياضي قدر ما يستطيعون.
فيما تجد دكاكين إعلاماوية الأمية الرياضية تعج بمشجعين كورة عجزوا في أن يكونوا إعلاميين ناضجين مستوعبين لماهية رسالة الرياضة ومبادئ الإعلام الواعي والمستنير.. فتسببوا في هدم أنديتهم وتلويث المشهد الرياضي..
* * *
تعيش الرياضة السعودية طفرة نهضوية عارمة، يلمس حقيقتها الراصد للفعاليات الرياضية والترويحية، وتعدد الألعاب والفعاليات الرياضية التي قفز عددها نوعا وكما؛ لتثري ميدان الرياضة السعودية الذي اتسع أضعافا مضاعفة عما كان عليه من سنوات ما قبل الرؤية المباركة، بفضل الدعم السخي والكبير الذي تلقاه الرياضة في المملكة على مستوى الأندية والجامعات والمدارس والأكاديميات والقطاع الخاص، وإنشاء بنية رياضية كبرى في مختلف مناطق المملكة.. تبشر بتحقيق نهضة رياضية سعودية سيكون لها حضور فاعل في ميادين المنافسة الرياضية قاريا ودوليا.
هذا الزخم الكبير من الدعم والرعاية الحكومية السخية.. يحتاج إلى استجابة إيجابية من قبل كل تشكيلات منظومة الرياضة السعودية وبالذات من قبل الأندية الرياضية والجامعات والمدارس والقطاع الخاص، من خلال التفاعل والمواكبة لهذا المتغير المرحلي العارم، بمزيد من العمل المشرق والمتفاني والمستوعب لأهداف الرؤية السعودية التي يقودها عرابها الأمير الهمام محمد بن سلمان مهندس مملكة المستقبل السعودية برعاية الوالد الملك العظيم سلمان بن عبدالعزيز.
على الإعلام الرياضي دور هام ومؤثر للعون على تحقيق نهضتنا الرياضية المأمولة.. من خلال الانتماء الحقيقي المستنير لرسالة الرياضة السلمية وتحقيق أهداف الرؤية السعودية من خلال إعادة صياغة شكل ومضمون منظومة الإعلام الرياضي الوطني الذي يضع مصلحة رياضة الوطن السعودي فوق كل اعتبار.
يقع على وزارة الإعلام دور مؤثر في صياغة حضور إعلامي رياضي سعودي متجدد.. أكثر استنارة .. يجبّ ما قبله.