عبد العزيز الهدلق
ظلت جماهيرنا الرياضية أسيرة لثقافة سائدة عشرات السنين عمادها إذا خسرت أطعن في العدالة مباشرة، لا تعترف بالخسارة نهائياً، ولا تعترف بجدارة المنافس إطلاقاً.
وبقيت هذه الثقافة تغذي عقول الشباب والناشئة، وتنخر فكرهم، فأصبح شباب وناشئة الأمس هم كبار اليوم، وهم من ينقل تلك الثقافة الفاسدة لمن بعدهم. وهكذا تنتقل من جيل إلى جيل. حتى أن من أسسوا تلك الثقافة وزرعوها في الوسط الرياضي رحلوا عنا وغادروا الحياة ولكن بقيت ثقافتهم منتشرة. لأنها متجذرة، وهناك من يحرص على تواجدها وبقائها. لأنه وجد فيها مخرجاً سهلاً للبراءة من التقصير والفشل في العمل، والتخلص من اتهامات ضعف الكفاءة وعدم الجدارة.
ولعل في النقلة الكبيرة للأندية مع مشروع التطوير الرياضي الوطني ما يسهم في محاصرة تلك الثقافة المقيتة، لنتمكن في يوم من الأيام من قتلها والتخلص منها، مع دخول العناصر الأجنبية في إدارات الأندية، فالخبير الرياضي الأجنبي اليوم أصبح عضواً مهماً ورئيساً في إدارات الأندية، وصاحب قرار، وفي بعض الأندية متحدثاً رسمياً، كالاتحاد مثلاً. وهذا كفيل بتراجع ثقافة المظلومية، والطعن في عدالة المنافسة، والتقليل من جدارة المنافس. لأن الخبير الأجنبي لم يتربى بيننا على تلك الثقافة الفاسدة، ولم ينخر عقله فكر المظلومية، ولم يتعلم أصول الهروب من تحمل المسؤولية عبر مخرج الطعن في المسابقة والعدالة وتشويه منجز المنافس.
كما تابع الكثير قول أحد الخبراء الأجانب بأنه وجد النادي مفتوحاً على مصراعيه للمصالح! وأنه أقفل هذا الباب! ولعل هذا القول سبباً في الهجوم المضاد عليه وكيل الاساءات والاتهامات تجاهه.
وأصحاب المصالح الذين يقصدهم هم من يحاول فرض رأيه وتوجهاته على الإدارة، وكذلك من يريد التكسب من النادي بأي شكل من الأشكال.
ومعلوم أن هناك فئات إعلامية وجماهيرية تسعى دوماً لأن تكون الإدارة تحت سيطرتها، مما يجبرها على اتخاذ مواقف وإطلاق تصريحات لمجاراة تلك الفئات المتعصبة.
ولكننا مع دخول الخبرات الأجنبية في ميدان العمل في الأندية سوف نرى الفكر البالي يضمحل شيئاً فشيئاً وسنجد عبارات التشكيك والطعن تتراجع في وسطنا الرياضي، وذلك الفكر المشوه يتراجع، وهذا ما سيخفف داء التعصب في الوسط الرياضي كاملاً، وسنشاهد مع مرور الوقت احترام كبير متبادل بين مسؤولي الأندية، وسينتقل بكل تأكيد للإعلام والجماهير. وسيكون المشكك والمتعصب ومدعي المظلومية الكاذبة نفسه غريباً في المجتمع الرياضي.
نحمد الله أن الفكر البالي بدأ ينقرض، ومع انقراضه سيأخذ معه للأبد تجار الأزمات، ونافخي كير المشاكل بين الأندية، وسيجد بعض المسترزقين من مؤججي الفتن أن بضاعتهم أصبحت كاسدة، ولا تجد لها رواجاً في الوسط الصحي والنقي النظيف.
زوايا
* من قال إنه وجد النادي مستباحاً لأصحاب المصالح من الطبيعي أن يواجه حملة مضادة! فقد أغلق عن أولئك باب الانتفاع الذي كانوا عليه سنين طويلة بلا وجه حق.
* ضيف في برنامج تلفزيوني يشاهده الملايين يقول للمذيع في إحدى الإجابات «بيني وبينك» كذا!!! هل هذه العبارة منطقية!! يبدو أن الضيف لا يستشعر أنه يتحدث أمام الملايين!؟
* على طريقة من نقل مباراة النصر وأحد للمجمعة. أهالي عفيف يسألون من نقل مباراتهم أمام النصر من ملعبهم إلى المجمعة!؟
* يتهمون الهلال بأنه يحظى بدعم يفوق غيره من الأندية وعندما يدافع الهلاليون عن ناديهم بإظهار الحق وقول الحقيقة الدامغة بالأرقام، يتم اتهامهم بأنهم يدافعون عن برنامج الاستقطاب وينطبق عليهم «ما يمدح السوق إلا من ربح فيه!! والحقيقة أن الهلاليين يدافعون عن ناديهم فقط، ومن يريد انتقاد برنامج الاستقطاب فهو حر، ولكن دون اقحام الهلال لأن في ذلك تضليلا وتدليسا، واتهاما للهلال قبل البرنامج!
* لا يرون العدالة تتحقق إلا بظلم الهلال!! ولا يستطيعون منافسة الهلال ومجاراته إلا بمحاولة سلبه حقوقه سواء في المكتب أو في الملعب.
* تجربة برنامج الاستقطاب التي انطلقت الموسم الماضي كشفت أن هناك جاحدي معروف، وناكري جميل، يمكن أن يعلقوا فشلهم على من ساعدهم وقدم لهم دعماً.