علي الخزيم
* الحديث (بين فَينة وأخرى) عن ممارسات بعض الوافدين - هداهم الله للحق - من أعمال تتجاوز حدود النظام والقانون المُتّبع، وكسر الأعراف الاجتماعية للبلد المُضيف لهم؛ القصد منه تِبيان المخاطر المترتبة على تلك التجاوزات والجرائم، ومحاولة لتوعية أولئك الوافدين المتجاوزين لخطورة ما يقترفونه على أنفسهم وإخوانهم من أمثالهم الوافدين، وعلى المجتمع الذي يحتويهم وما زال يرحب بهم.
* وحين نتحدث عن فِئة من الوافدين وعن حقيقة ما يصنعون من مخالفات فهو ليس تجنياً عليهم ولا افتراءً، بل هي وقائع مرصودة مُوثّقة لدى جهات الاختصاص، ومن ثم فإن الحديث المتواصل عن هذه الوقائع لا يعني الادعاء بأننا مجتمع ملائكي - كما يقال - وأنْ ليس بيننا من يتجاوز ويزور ويسرق، فمَن يزعم هذا فهو بعيد عن الواقع ولا يدرك أحوال المجتمعات منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، ومع هذا فلم تُسَجَّل تلك الوقائع بمجتمعنا بما يوصف بالظاهرة.
* ولو لم يكُن الأمر كذلك لما وُجِدت المحاكم ومراكز الشرطة والمباحث العامة وغيرها؛ وهنا كذلك هيئة الرقابة ومكافحة الفساد (نزاهة) التي تُسجّل إنجازات ملموسة لمحاربة الفساد والتزوير والرشوة واستغلال النفوذ الوظيفي ونحوها من الجرائم المُخلّة بنزاهة الفرد والمجتمع، ومِمَّا أعلنته النيابة العامة مؤخراً (وهو ما دعا للحديث المُتجدد هنا) الحُكم على مواطن بالسجن 3 أعوام وغرامة مالية بعد إدانته بتزوير شيكات تعود لجمعية خيرية ومحاولة صرفها مُدَّعيا بأنها لعقد لصيانة مشاريع تابعة للجمعية.
* وهذا كمثال حَي على أن المواطن والمقيم على حَد سواء أمام الأنظمة والقوانين بالمملكة فلا عدوان ولا ظلم على أحد لم يقترف حداً ولم يتجاوز نظاماً ولم يكسر قاعدة تمُس أمْن وأخلاق وتماسك المجتمع، هنا الجميع بعد الله سبحانه (في ظِل مَلك لا يُظلم عنده أحد)! وبهذه البلاد -ولله الحمد- يتحقق شعار يُردده كل مواطن ومسؤول بأننا أبناء مملكة العز والعزم والإنسانية، ولا مجال للتشكيك بالإجراءات المتبعة بدوائرنا وجهاتنا الرسمية بصفة عامة.
* كلما أوغَل المُغرضُون المشكّكون عمداً؛ المأجورون من المُعادين لقيادتنا وبلادنا بصَلَفهم وجَورهم وجناياتهم بالقول وتزوير الحقائق وترويج الأكاذيب والروايات الباطلة الحاقدة المنسوجة بدوائر البَغي والظلام لتشويه سمعة المملكة: كلما زاد نعيقهم قيَّض الله سبحانه أمراً ليُلجمَهم ويُفنّد مزاعمهم وأكاذيبهم، ويكشف عوار تدبيرهم الزائف أمام كل من قد يسمعهم أو يشاهد بثَّهم ويقرأ تدوينهم الحاقد المجانب لكل الحقائق والواقع.
* سنقول وسنتحدث مراراً وتكراراً عن مثل تلك التجاوزات من بعض المقيمين، لن نفتر عن التّصدي وكشف المسيئين والمفسدين ما أمكننا ذلك، وسنكون سنداً ودعماً لقيادتنا ودوائرنا المختصة، ولن نلتفت لأقاويل من يغضب زاعماً بأننا نُبالغ ونضخِّم المسائل بحثاً عن تشويه صور بعض الجاليات، هذا هُراء غير مقبول ولا تدعمه الحقائق والتحقيقات العادلة المنصفة، وهنا تأكيد وبكل وضوح بأن الفرد والجماعة مِمَّن يتحلون بالاتزان والشفافية بالفكر والطرح العقلاني بعيداً عن الغِل والحسد والكراهية: فلا بد أنهم سيُثمّنون جيداً ما يجدونه هنا بالسعودية، وهو أمر لا نستجديه من أحد!