د. محمد بن أحمد غروي
بدأت وزارة الداخلية في تطبيق عقوبة مخالفي أنظمة وتعليمات الحج ابتداًء من 25 ذو القعدة الماضي، على المخالفين، سواء كان ذلك داخل مدينة مكة المكرمة، أو المنطقة المركزية، أو المشاعر المقدسة، أو محطة قطار الحرمين بالرصيفة، أو من خلال مراكز الضبط الأمني الدائمة والمؤقتة، ومراكز الفرز، على أن يتم ترحيل المقيمين المخالفين إلى بلدانهم، وتغريمهم عشرة آلاف ريال، ومنعهم من دخول البلاد وفقًا للفترات المحددة نظامًا.
تطبيق الأنظمة والتعليمات خلال موسم حج 1445هـ/ 2024، خطوة مهمة، لتنظيم تنقلات الحجاج وتأدية مناسكهم بكل يسر وسكينة وسلامة وأمان، لذا فإن تأشيرات العمرة مثلًا أو تأشيرة الزيارة الإلكترونية السياحية، لا تخول لحاملها أداء فريضة الحج أو البقاء في مدينة مكة المكرمة.
من خلال رصد وسائل الإعلام المختلفة في جنوب شرق آسيا، أستطيع التأكيد كمراقب، أن التوعية فيما يتعلق بـ «الحج بلا تصريح» أو التحذير من حملات الحج الوهمية، يكاد يكون دون المستوى المأمول، خاصة أن تلك البلدان تضم أكبر التجمعات الإسلامية على مستوى العالم، وهو ما يحتاج من الجهات المعنية ذات العلاقة إلى وضع ذلك ضمن خططها الاتصالية الإستراتيجية؛ لأنه ينعكس بشكل مباشر وغير مباشر على رفع مستوى الوعي، خاصة الإعلامي، وما يدور في فلكه.
هناك جهد مشكور تقوم به الجهات المعنية، والتعاون المشترك الذي أثمر على المستوى الداخلي، في توعيه المواطن والمقيم على حد سواء، لكن - وهو الأهم- إذا أرنا أن يتردد صدى هذا الوعي الإستراتيجي فيما يتعلق بحملات الحج الوهمية، وأن «لا حج من دون تصريح»، فعلينا بذل جهد مؤسساتي أكبر؛ لتحقيق أهداف وتطلعات الدولة السعودية، لذا اقترح التنويه الإعلاني والإعلامي في منافذ إصدار التأشيرات والفيزا بكافة أنواعها، وليشمل ذلك الكاونترات في المطارات، خاصة مع ارتفاع أعداد السياح من الخارج، والإعلان عن ذلك في مقصورة الطائرات، وفي منافذ المملكة ليبقي الكل على بينة، وكما يقال فإن «المرء عدو ما يجهل: وكثير منهم يريد ربط عمله المؤقت في بلادنا أو سياحته وزيارته والتشرف بعمرة تجب ما قبلها أو حجة ترجعه كيوم ولدته أمه.
وأقترح أيضًا، والرأي لأصحاب القرار، تحليل جنسيات وأماكن قدوم المخالفين، والقيام بنشر حملات توعوية واسعة في تلك البلدان قبيل تطبيق القرار موسم الحج المقبل، لتعظيم الأثر المترتب على المخالفة سواء من الناحية الشرعية أو القانونية، أو حتى الأخلاقية، وبما يتناسب مع ثقافة ولغة البلد، فرجع الصدى لتعليمات الحج والعمرة يمس جميع المسلمين، وهو أمر ملح يجب أن يصل إلى كل مسلم، نوى الحج.