احمد العلولا
بعد صلاة الجمعة في مدينة وينزو الصينية مرفوقاً بشقيقي اللواء م. عبد الله، لفت نظري مجموعة من الشباب العرب يبادرونه بالسلام والترحيب، وعرفني بهم، معظمهم من اليمن يدرسون في الجامعة، كان أحدهم أكثرهم (حبابة) معي، فجأة قال: أنت من الرس؟! بالمبارك صعود الخلود التاريخي لدوري روشن، شكرته على التهنئة وسألته مستغرباً هل تعرف الخلود؟. أجابني بـ نعم، وسرد حكايته.
باختصار اتضح لي بأن والده عمل لفترة تقارب العشر سنوات بالرس بمهنة خياط، وكان الطالب محمد قد أمضى سبع سنوات من عمره طفلاً، وسكنه قريب من النادي، عاد بعدها لليمن وهو يدرس الجامعة (طب عيون) على حساب والده، وهنا ثمن دور السعودية الرائد في ميدان توفير فرص العمل الشريف لأبناء اليمن، مؤكداً بأن وضع والده المادي لم يتحسن إلا بفضل من الله، وفتح السعودية باب العمل له كحال الكثير من أبناء اليمن الذين وجدوا الملاذ الآمن في بلد الإنسانية، سعودية، الملك سلمان حفظه الله..
للأسف منذ قدومي للصين، (طحت) بالسياحة، جائلاً في بعض مدنها، وقد نسيت (الخلود) و(الرياض) بعد صعود الأول وبقاء الآخر بكل جدارة لموسم مقبل في روشن، لكن اليمني، الذي عاش جزءاً من طفولته بالرس، أخجلني، وقلت في نفسي، سوف أدوّن مشاعري وانطباعاتي ولو بصورة مقتضبة وعاجلة عن حدث الخلود التاريخي.
بداية أثمن لسمو أمير منطقة القصيم المحبوب اتصاله الهاتفي بالصديق محمد الخليفة (أبو عادل) رئيس النادي مباركاً بعد إعلان الصعود رسمياً، ومن ثم حرصه على استقبال إدارة الخلود في مكتبه وإسداء نصائحه وتوجيهاته الكريمة..
وعودة للخلود الذي عايشته عن كثب، أتوقف قليلاً عند تاريخه، قدم عمر هوساوي - رحمه الله - من المدينة المنورة للرس قبل ستة عقود وربما تزيد، لعب للأهلي (الحزم) حالياً وزاول مهمة التدريب وبرز أكثر من لاعب تحت رعايته أمثال راضي / قبلان وغيرهما، وحدث خلاف بينه وبين الحزم، قرر إنشاء فريق حواري (الوحدة) وعقد العزم على تسجيله رسمياً، وقد تحقق مشروعه فيما بعد وهو على قيد الحياة، وللعلم، قدم للحزم أبرز لاعبي الرس من الوحدة أمثال السويدان / الضويان / المزروع - رحمهم الله - إلى جانب لاعبين آخرين، ومع ذلك لم يتخل عن تسجيل ناد منافس للحزم.
وتمضي السنون، ويكبر الخلود، بدعم كبير من أبرز رؤسائه أمثال / الرميح / البطي / الغانم - رحمه الله - وغيرهم، ومؤخراً نجح فريق القدم بالتأهل لدوري الدرجة الثانية وشق طريقه لدوري يلو، ومن ثم جاء الإنجاز التاريخي، وهو الفصل الأول في كتاب فخر الرس، وليثبت بأن هذا الفريق عالي الكعب بقيادة الدينمو المحرك أبي عادل الذي دفع الكثير من وقته وماله وصحته، ويقدم للجميع درساً بأن الطموح ليس له حدود، مؤكداً بأن الهدف الذي رسمه لن تعيقه الصعوبات والعراقيل، وخاصة المادية، كم أنا فخور جداً بفخر الرس الذي قال كلمته بصوت مسموع، لا مستحيل مع الفكر الإداري النظيف فضلاً عن تنمية روح الولاء وشعور (الجسد الواحد) المترابط المتماسك، هنيئاً لأبناء ديرتي الغالية هذا الإنجاز الذي سطر بأحرف من ذهب.
هنا أقول، رجاء خاص لكافة رجالات الرس الميسورين في كافة مدن المملكة، مطلوب دعم النادي معنوياً ومادياً، لأن المرحلة المقبلة ليست سهلة وميسرة، حيث سيواجه الفريق معتركاً ساخناً مع فرق ذات باع طويل (كاملة الدسم) ولا نريد له العودة من حيث أتى، بل صعد ليمارس هواية البقاء واللعب مع الكبار التي تتميز فرقها بمواصفات مطابقة للمقاييس الكروية السعودية، بالمبارك للخلود، وافرحي يا رس وارقص يا خلود، دامت الأفراح.. وسامحونا.