عثمان أبوبكر مالي
قرار حكيم صدر من الإدارة التنفيذية في نادي الاتحاد قبل يومين، يتمثَّل في تعيين الكابتن حمزة إدريس (مساعداً إدارياً) للمدير الرياضي لفريق كرة القدم في النادي، وذلك في خطوة عملية للاستفادة من (أبناء النادي) من الكفاءات المؤهلة، التي تملك الخبرة والدراية والتجارب السابقة.
أكثر من مرة كتبت وذكرت أن أهم (خطوة) يحتاجها العمل والإدارة (الجديدة) القادمة في الاتحاد هو تغيير الإدارة التنفيذية (القديمة) التي كانت تدير فرق وألعاب النادي بتخليصها من (الحرس القديم) الذين جاءت بهم الإدارة السابقة، وبعضها لم يعمل من قبل في النادي ولم يشاهد فيه، ولا يعرف بانتمائه له، ويفترض أن لا يشاهد فيه ثانية، لمصلحة العمل ومستقبله، وللحفاظ أيضاً على (أسرار) النادي داخل أروقته وبين إدارته ورجالاته!
قرار تعيين حمزة إدريس خطوة (أولى) ومهمة في هذا الاتجاه، فالكابتن حمزة هو واحد من أكثر الأسماء المؤهلة للعمل الإداري مع فريق كرة القدم، وأكثر الأسماء (المستقلة) الملتصقة بالفريق خلال سنوات، وهو على علم ودراية بكل التفاصيل التي مرَّ بها النادي، وفي نفس الوقت على علم ودراية بالفرق السنية في النادي ولاعبيها (وقد تفرَّغ لها) ووجود مثله مع الفريق الأول يساهم بشكل مفيد في تهيئة الأجواء التي يحتاجها الفريق ولاعبيه في (مرحلة الخواجات) خاصة وأن الاختيار تم بعناية واضحة، وبعد قرابة ستة أشهر أمضاها المدير الرياضي (الجديد) في النادي السيد (رامون بلانيس) تعامل خلالها عن قرب ومباشرة مع الكابتن واطلع على عمله وفي نفس الوقت عمل معه الكابتن، ويبدو أن هذه الفترة خلقت انسجاماً بين الاثنين سينعكس على العمل ومردوده، بعيداً عن (المجاملات) التي عانى منها النادي كثيراً خلال السنوات الماضية، بسبب أن المناصب كانت تذهب للأصدقاء وجلساء (البشكة) وانعكس ذلك سلبياً على العمل والإنتاج والحوكمة والتصنيف والنتائج والعلاقة الداخلية والخارجية والبيئة العامة للنادي.
وهناك جزئية مهمة جداً في الموضوع هي أن البرق على دراية وعلم وإطلاع بكل التفاصيل والأوضاع داخل الفريق، وفي غرفة ملابسه، فلا يحتاج إلى وقت ولا تنقصه المعلومة في أن يبدأ عمله فوراً ومع صدور القرار، بحكم قربه - كما أسلفت - وبحكم سابق تجربة وعمل في (المنصب) تقريباً سنوات مضت، (وسقى الله خيراً أيام (الحاءات الثلاث)!
القرار أيضاً فيه نقطة إضافية تُؤخذ في الاعتبار هي أنه يؤسس لخبرات وطنية تستفيد من المرحلة الجديدة (مرحلة الخواجات) بأسماء تملك الاستعداد والجاهزية لتتولى المهمة مستقبلاً عندما يأتي الوقت المناسب (للتوطين) في الأندية المملوكة فلا تحتاج إلى وقت ولا إلى فترة انتقالية، وإنما يحدث التحول في الوقت الصحيح، المطلوب والمناسب أو تحت أي ظرف.
كلام مشفّر
- أرجو أن يكون قرار البرق (بداية) لتأكيد خروج (الحرس القديم) الذي يعد من أهم أسباب فشل الفكر والقرار والعمل التنفيذي في النادي خلال السنوات الماضية، بسبب سوء الاختيار والمجاملة وضعف الكفاءة وعدم الانتماء.
- الخطوة التالية لا بد أن تكون في الألعاب المختلفة، وخصوصاً أن بوادرها مشجعة جداً جداً في عودة قوية وسريعة، بفضل (الداعمين) لها وسخائهم ومواقفهم، وقد خذلهم العمل الإداري (التنفيذي) في السنوات الماضية، عليهم العودة إلى الكفاءات والاختيارات المناسبة للأسماء المؤهلة والمخلصة.
- أكثر من خمسة آلاف اتحادي انضم إلى قائمة الجمعية العمومية في الاتحاد خلال أسبوع واحد فقط، بعد أن كانت القائمة تضم (243) عضواً فقط، وفي هذا إشارة واضحة إلى الدعم الكبير للإدارة (المرشحة) وتأكيد للثقة فيها قبل أن تتسلّم المهمة (رسمياً) ولعل ذلك ينعكس بقوة على الرغبة الذاتية لدى الرئيس والأعضاء ويترجمون ذلك عملياً بعد التنصيب.
- مسألة مهمة جداً لا بد من الإشارة إليها، وهي أن الغالبية من جماهير الاتحاد (فقدوا) الثقة في أعضاء الإدارة (الربحية) من خلال تجربتها خلال الموسم الماضي، والبوادر لا تشير إلى أن ثمة تغييراً في قائمتها ولو بشكل جزئي، وهذا أمر معيق جداً وأكثر ما يخاف منه الجمهور على الإدارة غير الربحية (الجديدة) الأمر الذي يعني أن الثقة ستبقى مهزوزة و(على حركرك)!
- حتى يكتمل اعتدال الحال والثقة فإن الأمر يحتاج إلى قرار آخر مثل (قرار البرق) يتعلق بالإدارة الربحية، وهو أمر ليس بيد الاتحاديين (مع سوء الحظ) لكن العشم كبير في صُناعه!