حمد بن عبدالله القاضي
* لست ضد مدينة الغرب أو الشرق.. بل أجزم أن تلاقي الحضارات، وتلاقح المدنيات هو مما يثري البشرية، وتعود جدواه على الإنسان في كل بقاع الأرض.
لكنني ضد الانبهار بمدينة الغرب إلى درجة الاستلاب وإلى درجة اعتقاد بعض المبهورين أن كل ما في الغرب جميل ومضيء!
* * *
ولا أدري ماذا يقولون بعد أن تم إقرار المثلية لديهم التي ضد الفطرة السليمة بل حتى الحيوانات تأنف منها.
والعجيب أن هذا البعض المبهور يبني هذا الإعجاب، وهذا الانبهار بالغرب من خلال قصة يتيمة عاشها في نفسه أو رآها في رحلة فندده يلوكها بلسانه في كل منتدى، وقد يستعرضها في كل مقالة.. للتدليل بها على رقي الغرب وتخلف عشيرته الأقربين..!
ونجد هؤلاء المبهورين أو بعبارة أكثر دقة هؤلاء (المستلبين) ينسون أو يتناسون في غمرة هذا الاستلاب مئات السلبيات التي رأوها في الغرب، التي تتضاءل أمامها سلبيات قومهم.
* * *
ولا أحتاج أن أقدم نماذج من سلبيات الغرب ومآسي مجتمعاته.. فكل الذين سافروا أو قرؤوا واطلعوا على مئات المآسي في المجتمعات الغربية، وهم يعرفونها مثلما يعرفون أبناءهم..
إنني هنا أقف -فقط- موقف المتألم من هذا الانبهار.. وأدعو هؤلاء المنبهرين إلى الخروج من شرنقة هذا الانبهار إلى فضاءات الثقة بأنفسهم وبقومهم، وقبل ذلك بجماليات قيمهم وجمال واقعهم على سلبياته - ولعل الكثيرين لو خيروا بين الحياة في المجتمعات الغربية مع رقي مدنيتها المادية ومثالياتها الهشة وما بين البقاء في مجتمعاتهم العربية الإسلامية على ما فيها من سلبيات مدنية لما ارتضوا عن مجتمعاتهم بديلا..
إن الركون إلى أخلاقيات التقوى في أوطانهم خير وألف خير من عائدات التقنية ومكاسبها المادية وحسب.
أما قبل:
أستشرف ألا يكون هؤلاء المبهورون بكل ما يأتي من الغرب من أمثال (بني تغلب) الذين ألهاهم عن كل مكرمة قصيدة قالها عمر بن كلثوم.
أما هؤلاء فقد ألهاهم عن كل قيم مجتمعاتهم وأخلاقيات أبناء قومهم حكاية غربية عاشوها أو قصة نادرة ظاهرها المثالية وباطنها من قبلها مبتغى مادي..!
أيها المبهورون
كفاكم انبهارا!
أيها المستلبون
كفاكم استلابا!