خالد بن عبدالرحمن الذييب
تم تأسيس الهيئة عام 1975م بإدارة أول رئيس لها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله. ومع تنوع رؤساء الهيئة فيما بعد إلا أن الهيئة استمرت نموذجاً يتم الاستشهاد به كهيئة تحقق مفاهيم التخطيط الحضري لمدنها، وذلك كتأكيد على أهمية العمل التراكمي الذي قامت عليه الهيئة من قبل رؤسائها وقبل ذلك الدعم اللامحدود من قبل ولاة الأمر حيث ولدت الفكرة أساساً في عهد الملك فيصل، ونُفذت في عهد الملك خالد رحمهما الله، في تجربة تؤكد الطريقة التكاملية التي تُدار بها الدولة رعاها الله منذ تأسيسها بشكلها الحديث على يد جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله. أما تخطيطياً فقد ساعد على نجاح المدينة كونها أنشئت من البداية على أرض بيضاء، فالبداية الصحيحة إذا ما تواكبت مع دعم القيادة العليا تنتهي بنتائج أقرب للكمال.
من أهم القضايا التي تطرأ عند الحديث عن الهيئة هي قضية التكامل بين المدن الصناعية والمدن القريبة منها، وأهمية التنسيق مع الجهات ذات العلاقة. فالجبيل البلد والجبيل الصناعية كمثال واضح لذلك يظهر لزائر المدينتين اختلافٌ من ناحية النسيج العمراني وتطبيق مفاهيم الاستدامة والبنية التحتية وسهولة الوصول داخل كل مدينة على حدة، والتي تتفوق فيها مدينة الجبيل الصناعية على الجبيل البلد. والدولة رعاها الله لا تدخر جهداً في تذليل كل العقبات للوصول إلى أفضل النتائج.
يتحدث تقرير «جودة الحياة في مدن الهيئة الملكية» والصادر عن الهيئة الملكية للجبيل وينبع عام 2024م عن فرص الإسكان في مدن الجبيل وينبع وجازان. والتي تصل إلى ما يزيد على 11 ألف قطعة سكنية في مدينة الجبيل، وأكثر من 3 آلاف قطعة سكنية في ينبع، وعدد يتجاوز الـ 500 قطعة سكنية في جازان، ومن المخطط مستقبلاً إنشاء ما يزيد عن 15 ألف وحدة سكنية، وأكثر من 5 آلاف وحدة سكنية، وما يتجاوز الـ 3 آلاف وحدة سكنية للمدن الثلاث عل التوالي خلال العشر سنوات المقبلة.
وحيث إن الطموح «عنان السماء» كما يؤكد سمو ولي العهد دائماً، فإن التميز الحضري لم يكن كافياً لصنّاع القرار في الهيئة، وعليه فإن الهيئة اتخذت مسار الجذب السياحي من خلال الاستفادة من وقوع مدنها الأربع على مناطق ساحلية، وذلك بتحسين وتطوير ورفع معدل الجذب السياحي للمدن الأربع وخاصة جازان كونها أحدث المدن المنضمة للهيئة والعمل على تنميتها من خلال خطين متوازيين، تنمية سكانية لجذب الشركات والمصانع الكبرى وبالتالي السكان من خلال تطوير وتحسين مؤشرات جودة الحياة لتصبح في ذات المستوى مع مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين والخط الثاني إبراز المعالم السياحية للمدينة لتكون مدينة جاذبة سياحياً وبالتالي زيادة فرص العمل وتطوير الجانب الاقتصادي للمدينة.
أخيراً... مدينة الجبيل تحديداً بحكم زيارتي لها سابقاً تعتبر أفضل نموذج محلي لمدينة يمكن أن يُقاس عليها كتجربة تخطيطية ناجحة لهدف معين.
ما بعد أخيراً...
تجربة محلية ناجحة... لن أسأل «هل» يمكن القياس عليها؟ لأن الإجابة المنطقية «نعم».
ولكن السؤال المفروض طرحه... «كيف» يمكن القياس عليها؟