سهم بن ضاوي الدعجاني
تتوافد هذه الأيام المباركة للأراضي المقدسة، قوافل الحجيج من مختلف دول العالم لأداء مناسك الحج، ضمن منظومة متكاملة من الإجراءات والتقنيات التي تستحدثها المملكة بتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أيده الله - في كل عام بهدف الوصول للكمال في خدمة ضيوف الرحمن، وتسهيل رحلتهم وتنقلهم ما بين جغرافيا المشاعر المقدسة (جدة، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة) وصولاً إلى مقر إقامتهم.
وبلادنا المباركة تاج أعمالها في خدمة الحجيج هي مبادرة نوعية يطلق عليها (طريق مكة)، تيمنا بهذه البقعة المقدسة «مكة المكرمة» مهبط الوحي، تلك المبادرة النوعية، التي تنفذها وزارة الداخلية للعام السادس على التوالي في نحو7 دول، بعد أن كانت دولة واحدة، ومبادرة «طريق مكة « تعمل على توفير خدمات نقل ذات جودة عالية لضيوف الرحمن ويشمل ذلك استقبالهم وإنهاء إجراءاتهم في بلدانهم أولاً وبسهولة ويسر، بدءاً من إصدار تأشيرة الحج إلكترونيّاً، وأخذ الخصائص الحيوية، مروراً بمهام المديرية العامة للجوازات لإنهاء إجراءات دخول المملكة من مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، وترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن بالمملكة، والانتقال مباشرة إلى الحافلات؛ لإيصالهم إلى مقار إقامتهم بمنطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، بمسارات مخصصة، في حين تتولى الجهات الشريكة إيصال أمتعتهم إليها بكل يسر وسهولة، والجميل أن هذه الإجراءات المتطورة تخضع في كل عام للحكومة.
هذه المبادرة «طريق مكة» يجري من خلالها إنهاء إجراءات جميع الحجاج من دولهم ولحظة وصولهم إلى الأراضي المقدسة عبر مطارَي الملك عبد العزيز، والأمير محمد، من خلال مسارات إلكترونية يجري من خلالها استخراج تأشيرات الحج وفق ضوابط محددة، بعد ذلك ينتقلون إلى مرحلة إنهاء إجراءات الوصول، ومن أبرز التقنيات الجديدة، استبدال (الكاونتر) التقليدي في المطارات، بـ(كاونتر) لوحي متنقل يجري من خلاله إنهاء إجراءات الحجاج وجميع الفئات المستفيدة ورفع خصائصهم الحيوية، ولا يتطلب منصة تقليدية، وهو من ضمن الحلول التقنية التي وفرتها وزارة الداخلية بمشاركة المديرية العامة للجوازات، دعما لهذه المبادرة،وتعد عملية (الترميز) التي تنفذ ضمن مبادرة (طريق مكة)، إحدى أهم الخطوات التي ينفذها فريق من المختصين تحت إشراف وزارة الحج والعمرة، والتي تكون في محطة قدوم الحاج، وتحديداً في الصالة المخصصة للمبادرة، من خلال فرز الأمتعة ووضع ترميز ثنائي (باركود) على أمتعة حجاج بيت الله الحرام، يحتوي على بيانات الرحلة ومعلومات عن الحجاج وأماكن سكنهم، إضافة إلى غلاف جواز سفر الحاج، وإعطائه بطاقة تحمل المعلومات المدونة على أمتعته نفسها، مما يسهل تسلمها وإيصالها من قبل الجهات المسؤولة عن الخدمة إلى مقار الحجاج، وفق ترتيبات النقل والسكن بالمملكة.
السؤال الحلم
متى تحقق «هيئة الحكومة الرقمية» إنجاز ما وعدت به من فترة، أن تضع «المملكة» ضمن أفضل عشر حكومات رقمية رائدة على مستوى العالم؟ سيتم ذلك بعون الله، إذا تواصلت جهود مختلف الوزارات في سبيل «رقمنة الخدمات» والتركيز على»الحوكمة» فهي»صمام الأمان» الذي يحفظ لنا سلامة وجودة الإجراءات وضمان تطورها بشكل حيوي ومستدام، تحقيقا لمستهدفات رؤية 2030، وهنا «تحية خاصة» لوزير الحج على إعلانه قبل فترة عن جائزة «نسك أعمال» لأفضل ثلاثة مشاريع ريادية في خدمة ضيوف الرحمن بجائزة تصل إلى 175000ريال، ليساهم رواد الأعمال السعوديون في ابتكار المزيد والمزيد من الخدمات الاستثنائية لضيوف الرحمن، هكذا تكمل وتنمو خارطة «طريق مكة» ليردد العالم أجمع: كل الطرق تؤدي إلى مكة رقميا، لتصبح «مكة المكرمة» أيقونة البقاع المقدسة في العالم.