هناء الحمراني
تحدث الأخطاء في مجال العمل مهما كان نطاقه، ومن أحد الأسباب تبني منهج (الظن الموجب) في اتخاذ القرارات واستكمال الإجراءات؛ الظن بأن معلومة ما متاحة، أو الظن بأن معلومة ما صحيحة، أو الظن بأن شخصًا ما سيقوم بالعمل أو أنه قد قام به، أو الظن بأن المشكلة الصغيرة التي واجهها الفريق في عمله لن تضر، أو تتسبب في فشل المشروع بأكمله!
بعض الأخطاء الناتجة عن الظن الموجب ذات عواقب بسيطة ويمكن تداركها، وبعضها ذات عواقب قد تكلف المرء وظيفته، أو مستقبله، وربما حياته.
لا تظن بأن الملف صحيح، بل تأكد من صحته.
لا تظن بأن زميلك قام أو سيقوم بالعمل بل تأكد من أنه سيقوم بذلك.
لا تظن بأن الطرف الآخر سيفي بوعده، بل تأكد من أنه سيفي أو يتحمل العواقب.
لا تظن بأن مشكلة بسيطة لدى المريض لن تتسبب في فشل عمليته أو توقف قلبه أثناء إجراء العملية، بل تأكد من ذلك قبل أن تغرس إبرةً أو تشق جلدًا.
وفي مقابل منهج الظن السابق ذكره، هناك منهج ظن آخر يمكن تبنيه، وهو (الظن السالب)، الظن بأن المعلومات غير متوفرة، أو غير صحيحة، وأن المشكلات البسيطة قد تسبب ضررًا، وتبني هذا المنهج لا يعني التوقف عند مرحلة التشكيك اللحظي، بل إنه يساعد على الانتقال إلى مرحلة (التثبت) من صحة ما نقدمه نحن، وما يقدمه الآخرون، وما سنقدم عليه.
إن التشكيك ثم التثبت مطلب لكل من يستشعر حس المسئولية تجاه عمله والآخرين.
أي عمل أنت مسئول عنه، تأكد بأن إجابتك في حال وجود قصور لن تتضمن «كنت أظن أن..،» أو «توقعتُ أن..».