سلطان مصلح مسلط الحارثي
يُمسك سبورته.. يتحرك للأمام والخلف.. يتقدم ويتأخر.. يلتفت يميناً ويساراً.. ثم ينتظر قليلاً ليفكر.. فيبدأ بتحريك مسمار سبورته.. يقدم ويؤخر.. يضع أصبعه على مركز الخلل.. ثم ينطلق به التفكير نحو التغيير.. فهو لا يقبل الانكسار.. ولا يرضى بغير الانتصار.. فقد صنع فريقاً جباراً.. يستطيع الرهان عليه في أي وقت وتحت أي ظرف.. حتى وإن لعب منقوص العدد.. بواحد.. واثنين.. لا يهمه.. وبإمكانه الانتصار بتسعة وربما ثمانية.
البرتغالي العالمي جورجي جيسوس.. أو كما يُطلق عليه جورجي «جينيس».. حينما يمسك بسبورته تشعر وكأنه لاعب «شطرنج»، لديه جنود في الملعب.. يحرك اللاعب كيفما شاء.. فإن كان غشيماً سقط جنوده.. وإن كان محترفاً عرف كيف يدير اللعبة.. وجيسوس استطاع بكل ذكاء أن يدير لعبته بكل احترافية.. حتى وصل لهدفه الحقيقي.. وكسب جميع البطولات.
سبورة جيسوس كانت محل تهكم المنافسين.. وحتى بعض الهلاليين.. يعيرونه بكبر السن.. ولكنه كسب الرهان.. بسبورته استطاع أن ينهي موسم الهلال بثلاث بطولات.. ودون أي خسارة محلية.. وبسبورته وصل لقمة العالم بـ34 انتصاراً.. وبسبورته أنهى أقوى دوري عربي وآسيوي دون خسارة وبعدد من الأرقام القياسية.
سبورة جيسوس وضعته في المقدمة ووضع فريقه في منصات الذهب.. فهل كانت تلك السبورة عائقاً دون تحقيق البطولات؟ وهل أفادت تقنيات العالم بقية مدربي دوري روشن؟
سبورة جيسوس حلقت به لعنان السماء، لأنه كان يفكر في فريقه، يفكر كيف ينتصر، دون النظر لأخطاء الحكام، فمن أصلح أخطاءه يستطيع أن ينتصر على المنافس وعلى أخطاء الحكام، وعلى النقيض تماماً، كان مدرب فريق النصر البرتغالي كاسترو، يضع أمامه «آيباد»، يحمله في كل مباراة، ليقيم الحكام! دون الاهتمام بأخطاء فريقه، لذلك انتصر الفكر الاحترافي بقيادة جيسوس، وخسر الفكر الذي ينتمي لنظرية المؤامرة، وانتصر المدرب الواقعي الذي يستطيع إصلاح الخلل في منظومته.. وخسر المدرب الذي لا يستطيع الانتصار إلا بأدوات مساعدة.
سبورة جيسوس كانت تعني «فكره واحترافيته»، وآيباد كاسترو كان يعني «التحجج بأخطاء الحكام»، لذلك كان من الطبيعي أن تنتصر «السبورة» على «الآيباد»، حتى وإن كان الآيباد يحمل تقنية متطورة، بينما السبورة عبارة عن خشب، فهل أدرك البعض أن الفكر أهم من الأدوات، ولولا الفكر لما شاهدنا الأدوات؟
فرحة الجمهور بترشح ابن نافل
أثبت الأستاذ فهد بن نافل رئيس نادي الهلال، أنه شخص محبوب، ويملك جماهيرية كبيرة، كانت تنادي باستمراره في رئاسة نادي الهلال، قبل أن يعلن نية ترشحه مجدداً، وبعد أن أعلن، كادت مواقع التواصل الاجتماعي أن تنفجر فرحاً بذلك الإعلان، وقد استحق ابن نافل تلك المحبة الجماهيرية، فما قدمه لنادي الهلال، خلال السنوات الخمس الماضية، ربما يكون مستحيلاً على غيره من رؤساء الأندية، فـ11 بطولة رسمية، وبطولتان وديتان، واللعب في كأس العالم للأندية 3 مرات والرابعة في الطريق، وتحقيق الوصافة العالمية، واعتلاء الأندية العالمية بـ34 انتصاراً متتالياً «سُجل في موسوعة جينس»، تجعلنا نتوقع استحالة تكرارها، ولذلك استحق ابن نافل النجومية والجماهيرية التي اكتسح من خلالها جميع رؤساء الأندية الحاليين، وأصبح من وجهة نظر شخصية من أفضل خمسة رؤساء أندية، مروا بتاريخ الرياضة السعودية.
تحت السطر
- بدأ الصيف، وبدأت المصادر تشتغل في كل المواقع، والهدف بالتأكيد زيادة عدد المتابعين، والبحث عن الشهرة، حتى وإن كان على حساب المصداقية.
- لجنة الانضباط والأخلاق في اتحاد الكرة، نجحت هذا الموسم بشكل مقبول، ولم تكن قراراتها محل شك، إذا استثنينا عدم معاقبة كريستيانو رونالدو في أكثر من لقطة، ولكن بشكل عام، ينبغي أن تبني على هذا العمل الجيد، لتصل للقبول الكامل.
- الأندية تشتكي من قرار اتحاد الكرة الذي يلزمها بوجود 25 لاعباً في قائمة كل فريق، وقد خرج بعض إداريي الأندية، وبعض المحللين الفنيين، ليعارض هذا القرار، فهل يتراجع اتحاد الكرة، أم يصر على موقفه؟ لا شك أن الهدف هو المصلحة العامة للمنتخب السعودي، ولكرة القدم السعودية، وللأندية التي تمثّلنا خارجياً، ولذلك نتمنى أن يكون هناك اجتماع مع الأندية لتوضيح مسببات هذا القرار، ولماذا اتخذ هذا الموسم، ولماذا تعارضه الأندية، فلربما كانت الحجج التي تمتلكها قوية، ويقتنع بها اتحاد الكرة.