محمد الخيبري
مع نهاية كل موسم رياضي وقبل بداية فترة الانتقالات وغالباً يكون « المريكاتو الصيفي « يأتي بعد نهاية الموسم الماضي ومع بداية الموسم القادم يذهب معظم مسؤولي الأندية بالعالم للبحث عن المحترفين لتدعيم صفوف فرقهم.
ويتحفز سوق الانتقالات ويصل ذروته الإعلامية والجماهيرية من خلال الأسماء المحترفة المعروضة بالسوق وجدية المفاوضات وذكاء المفاوضين في الاختيارات المناسبة لكل فريق.
في شأن كرة القدم السعودية يأتي العمل جاداً من المسؤولين لجعل الدوري السعودي المحترف « دورياً نخبوياً « من حيث تواجد الأسماء المحترفة والقيادات الفنية في الأندية المحترفة المشاركة فيه.
وهذا العمل المميز من مسيري كرة القدم السعودية يفترض أن ينعكس بالشكل الإيجابي على كرتنا السعودية على كافة الأصعدة.
تواجد المحترف الأجنبي بالدوري السعودي تواجد مألوف، ومنذ عقود ماضية وحقق هذا التواجد نجاحات كبيرة وحضرت أسماء مميزة أضافت لكرتنا السعودية وحقق اللاعب والنجم السعودي الفائدة الفنية المطلوبة من الاحتكاك ببعض المحترفين الأجانب.
الزيادة العددية في عدد المحترفين في فريق في دوري المحترفين والذي تجاوز النسبة الطبيعية في تشكيلة الفريق قد يكون سلاحا ذا « حدين « وقد يكون حده السلبي أكثر تأثيراً من الحد الإيجابي.
أغلب الأندية يذهب لتسديد أهم الخانات بخارطة الفريق مثل مراكز الحراسة وقلوب الدفاع والمحاور وصناع اللعب ورؤوس الحربة بلاعبين محترفين أجانب مما يغيب النجوم السعوديين عن هذه المراكز مما ينعكس سلباً على المنتخب السعودي الأول.
تراجع المستويات الفنية للاعب السعودي هو بسبب التواجد المكثف للاعب المحترف الأجنبي بعدد يفوق تواجد اللاعب السعودي بخارطة الفرق.
أيضاً عدم حصول اللاعب السعودي على فرصة الاحتراف الخارجي نظراً لانعدام مشاركته طوال الموسم بشكل أساسي حتى وإن كان مميزاً في خانته.
والصعوبة التي تواجه المدير الفني للمنتخب الوطني في عمل التجانس بين نجوم الأخضر نتيجة لابتعاد معظم نجومنا عن اللعب كأساسي في أنديتهم وعدم حصولهم على الفرصة كاملة، وغالباً يتم اختيار نجوم منتخبنا نظراً لحجم ولسمعة ولمراكز انديتهم وهو امر قد يكون مقبول منطقياً.
الدعم الحكومي الكبير التي تحصل الأندية وتحول الدوري السعودي لبيئة احترافية نموذجية وأرض خصبة للاستثمار الرياضي وعلى النقيض من ذلك بعض المستويات الفنية المتذبذبة التي ظهر بها نجوم منتخبنا السعودي والتي لا توازي حجم الدعم الهائل التي حصلت عليه انديتهم.
هذه المعطيات تؤكد أنه لا يوجد توازن وتوافق في عمليات الصرف من الأندية وسن الأنظمة واللوائح التي تخدم كرتنا السعودية والتي تصب في تغليب مصلحة الأندية على مصلحة المنتخب، والعمل على رفع المستوى الفني للدوري السعودي على كافة الأصعدة وانخفاض المستوى الفني للمنتخب السعودي.
ومن هذا المقال، وعبر هذا المنبر أقدم مقترحاً للاتحاد السعودي في أن يكون « للاعب السعودي المحترف» جهة رسمية تهتم بحقوقه وتسويق اسمه لمنحه فرصة الاحتراف الخارجي والعمل على تطوير مستواه الفني، وأقترح ان تكون هذه الجهة مخصصة للنجم السعودي المحترف « الدولي « الذي يمثل منتخبنا الوطني ..
كرتنا السعودية مليئة بالنجوم، ومن الأولى استثمار هؤلاء اللاعبين والحفاظ على مواهبهم والعمل على تطويرهم فنياً.
منتخبنا الوطني حالياً يعاني من ضعف فني واضح في مركز الحراسة وخط الدفاع والمحاور والمعاناة الأساسية والكبيرة في خط الهجوم الذي لم يأت نجم ومهاجم صريح يسد هذه الخانة بالشكل المطلوب.
التواضع الفني في بعض المراكز للمنتخب الوطني ليس عيباً بالنجم السعودي لأن مسألة اختياره لتمثيل المنتخب ليست مسؤولية اللاعب وحتى تطوير مستوى اللاعب مسؤولية يتقاسمها اللاعب مع ناديه ومدرب المنتخب السعودي.
أي لاعب كرة قدم لن يتطور مستواه الفني وهو حبيس للدكة طوال الموسم مع ناديه ويمنح فرصة المشاركة الأساسية مع المنتخب وذلك لاختلاف الأساليب والأجواء الفنية بين النادي والمنتخب.
التعاطي الإعلامي والجماهيري له تأثير كبير على النجوم خصوصا اللاعبين المنتمين للأندية الجماهيرية وهو ما ينعكس سلباً في أغلب الأحيان.
قشعريرة
السقوط الأخير للمنتخب السعودي في أرضه وبين جماهيره في اللقاء الذي احتضنه ملعب الأول بارك بالرياض مساء الثلاثاء الماضي والذي خسره منتخبنا الوطني من أمام المنتخب الأردني الشقيق بهدفين لهدف ضمن الجولة السادسة لتصفيات قارة آسيا لكأس العالم «2026» تؤكد الحقيقة المرة في تدني المستوى الفني للنجم السعودي.
المنتخب الأردني الشقيق الذي يأتي خلف المنتخب الوطني تاريخياً وتصنيفياً وعلى كافة الأصعدة استطاع أن يلحق بالأخضر الهزيمة غير المتوقعة والتي ألقت بظلالها الحزينة على الجمهور السعودي.
التناقض في نزول المستوى الفني للمنتخب السعودي وهو المنتخب الأشرس بالقارة الصفراء وأحد أعرق المنتخبات في الخارطة الآسيوي يقابله تطور هائل للمنتخب الأردني وصيف بطل القارة وهو الذي يعد من المنتخبات « المغمورة « آسيوياً وعربياًً والأمر بالمجمل يحتاج لدراسة عاجلة من اتحاد القدم لفك رموز هذا التناقض.