سهوب بغدادي
استوقفتني عبارة فريدة قالها أحد المدربين الأجانب من بين جملة كلامه عن التطوير، كان مفادها أنك في الحياة يجب أن يكون لديك قابلية لثلاثة أمور هي التعلم، وعدم التعلم، وإعادة التعلم، دون ذكر أي تفصيل أو شرح للثلاث عبارات الآنفة، وعند التفكر فيها نجد أننا يتحتم علينا تعلم أشياء جديدة سواء كان ذلك على الصعيد المهني أم الشخصي والاجتماعي، فالشخص يتعلم عن نفسه أمور وعن غيره في العلاقات بهدف تطويرها والتوقف على احتياجات النفس والطرف الآخر، كما يتعلم بطبيعة الحال مهارات تفيده في المهنة أو الحرفة أو الصنعة، ويتعلم ما يواكبها من المعايير والآليات، فيما يكمن عدم التعلم في التخلي عن أمر تعلمه الإنسان مسبقًا وأبسط مثال في هذا السياق بعض التحديثات التي تطرأ على كتابة المفردات في المعاجم اللغوية، والتي قد تحذف حرفًا أو تقوم بإضافة حرف آخر، وعليك أن تنسى أو تتناسى الصيغة التي كنت تكتبها وفقها، كما يقوم الشخص بتوظيف عدم التعلم في مواطن مختلفة كترك العادات السيئة التي بنيت على مر السنين، أو ببساطة عدم التعلم الاختياري لأسباب شخصية، كعدم التعلم على تطبيق جديد في مواقع التواصل الاجتماعي وقس على ذلك، في حين يعد إعادة التعلم في المنطقة الرمادية، ما بين التعلم وعدم التعلم، فإعادة التعلم تأتي في العادة ضمن تفاصيل العادات والمهارات المكتسبة، كأن يتغير معيار في آلية ما، فتتعامل مع الفجوة بإعادة تعلم جنباتها لتتماشى مع السابق تعلمه، أو إعادة التعلم للتوافق مع معيار عدم التعلم، علاوة على تحلي الشخص بأمور أخرى مفصلية لضمان سير الحياة بشكل سلس كالحلم والمرونة، وشيء من التغاضي في حال اللزوم، في حال طبق الشخص كل ما سبق فسيتحلى بشخصية مريحة للنفس والغير على حد سواء، إضافة إلى كونه فعال بين الأوساط المتداخل فيها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ».