أ.د.صالح معيض الغامدي
السيرة الذاتية الشفوية هي أحدى أنواع السير الذاتية ، التي يسردها صاحبها لسبب أو لآخر مشافهة، وقد يقوم هو أو شخص آخر بتسجيلها عن طريق آلة تسجيل معينة، وقد تحول هذه السيرة الشفوية إلى نص مكتوب أو تبقى على حالتها الشفوية. فقديما كانت آلة التسجيل هي الوسيلة التقنية الوحيدة لسرد السيرة الذاتية في أشرطة صوتية متنوعة، ثم يتولى المؤلف أو شخص آخر تحويلها إلى نص مكتوب بعد ذلك إن رغب في ذلك.
أما الآن فيتم ذلك عن طريق توظيف أحد التطبيقات المتعددة التي تحول النص الشفوي إلى نص مكتوب مباشرة قابل للتحرير . ويمكن أن يكون استخدام تطبيقات الملاحظات الكلامية مثل speechnote أو voice notes وغيرهما أداة مفيدة وفعالة في كتابة السيرة الذاتية، نظرا لأنها توفر لأصحابها بعض المزايا التي قد لا توفرها لهم الكتابة المباشرة، فهي على سبيل المثال تمكن الشخص من الحديث عن ذكرياته وأفكاره بصوت عال وبطريقة سريعة آنية وقت تذكرها، دون الحاجة الى التوقف لعملية الكتابة التي قد تجعل الشخص ينسى بعض ما عنّ له من ذكريات وأفكار. كما أن استعمال تطبيقات تحويل الصوت إلى كتابة تحافظ على العواطف والمشاعر التي ترتبط بالأحداث والتجارب الحياتية المعيشة، وتجعل من السيرة الذاتية سيرة تحادثية أكثر جذبا وأصالة وحميمية. وهناك مزية أخرى لهذه التطبيقات وهي أنها تساعد الشخص على تدوين سيرته الذاتية أو بعض منها في أي وقت وفي أي مكان بخلاف الكتابة التي غالبا ما تحتاج إلى أن تكون في أمكان محددة في أوقات معلومة وبمواصفات خاصة، فالشخص يستطيع التحدث عن حياته وهو في السيارة أو القطار أو في الطائرة أو في أي أماكن ثابته أو متحركة أخرى .
كما أن هذا الضرب من السير الذاتية التي توظف الملاحظات الصوتية في كتابتها يساعد بعض الأشخاص على التخلص من العسر الكتابي الذي قد يحدث أثناء عملية الكتابة لبعض الأشخاص ويعوق تقدمها، لأن الأفكار تكون في استعمال هذه الطريقة حرة متدفقة وثرية، فتنهال على صاحبها انهيالا، إذ هو عادة لا يشغل نفسه بالتفكير في الأسلوب الكتابي ولا في التدقيق اللغوي والأسلوبي في وقت تسجيل ذكرياته . كما أن من شأن هذه الطريقة أن تكون مسعفة جدا في تصيد حالات الإلهام الإبداعي التي قد تأتي في فجأة وفي أي وقت وتمكن صاحب السيرة من تسجيلها بسرعة واتقان.
ويمكن لصاحب السيرة الذاتية أن يوظف تطبيقات الملاحظات الكلامية بطريقة كلية، بمعنى أنه يعتمد عليها في كتابة سيرته الذاتية من أولها إلى آخرها دفعة واحدة، أو بطريقة جزئية، وذلك بتسجيل ما يعن له من ذكريات بطريقة متقطعة لتكون رافدا مهما من روافد كتابة سيرته الذاتية مستقبلا.
وفي كل الحالات لابد في السيرة التي توظف تطبيقات الملاحظات الصوتية من أن يقوم أصحابها بتحريرها بعد الانتهاء منها هم أنفسهم، أو يكلون ذلك إلى محررين لغويين مختصين.