عبدالمحسن بن علي المطلق
بظني لم يكن لزاما على الهلال - أخذ الكأس الغالية لأكتب عن مجد عجيب حققه هذا العام.
ومع هذا فكأن عنفوانه قد أبى عليه منافسة التفريط بها، بالذات لإتمام عقد هذا الموسم، فـ.. فعل، بخاصة أنه وهجيراه البطولة، آتية مع حضور، وتألق. ثم/
ليسمح (لي).. كل من يعرفني و(خلوص) انتمائي للشباب أنني اليوم هلالي، نعم.
فـ.. الحقائق التي تسند بـ(لغة الأرقام) من حيث لا تجد ما يباريهـا هـي يا أحباب تطل بعنقها، وبالأخص.. إن حضر المعاند!، فيما (المنطق إلا.. ويفرض حضوره)، أو كذا يقال.
و(للعلم) هنا يكمن الفيصل، أجل أليست لغة الأفعال تكبت كافة المزاعم، كيف لا!، و»الإنجاز» يجيب على كل متكابر، وقد بلغ إعجازا.. قل من يصل إلى ربوته، وما عدا هذا فبصراحة لا يؤبه.. به، أو يكترث لقائل سواه، بل هما على سواء، أعني إن كان مشككا أو ساق من الأعذار، فبين أبعاد (المستطيل الأخضر) طرا الخبر اليقين.
ثم.. إن الأفعال ترد - لا أحبذ القول بتكذب- الأقوال، كالماء والغطاس، بل دع ما تتخيله! ففي.. طلعة البدر ما يغني عن زحل، وأيضا.. إن/
من يركب البحر يستقل السواقيا.
وهذا الشطر يقربه يوم تجد من هو بأقل درجة بالطائرة.. وكيف ينشد مقامه من هو بأعلى درجة من بـ(القطار).
أجل، لقد طلع بدر الهلال ولسان الإعلام يقول له أظهر وبان، لقد بلغت (.. وما تصبو).. وعلى جبينك كل.. الأمان.
فما قدمته على مدار موسم كامل هو لك شاهد، هذا.. فضلا عن المواسم الأخيرة التي توجت بينها بإنجاز (ثاني العالم) وكأنه هذا الكيان قد ترك المحلي وراءه، ظهريا، ما حضرني.. وهي من لطائف ما يعلق من أفلام بسطت عن الشأن الكروي وهمومه، قول لرئيس أحد الأندية إنه... وبعد الحصول على الدوري سوف يسرح بالفريق.. ويقصد فيه إلى البلاد الثانية!
يقال في معرض الدفوعات، وحتى الشفوعات التي بعضها مقبول.. شرح طيه فيه أن الحق ما شهد به المنافس، ولا أقول الخصم (فما في الرياضة من خصومة، فضلا عما جاء بذات المثل... عداوة)، وهذا ليس استشرافا، ولا حتى ادعاء مثالية!، لكنه من باب إعادة الأمور لنصابها، فإن.. في عدم فعل هذا.. هو انتكاس للفطرة.
وبما أن الرياضة تنافس، ويوسم ذاك بـ(الشريف) فحبذا أو نود.. أن تنفع الودادة التركيز على مفردات بعض الأمثال، بالذات في هذا السحاء، كـ(الحق) ما شهد به المنافس لا.. العدو.
فما نشاط يطلب منه ألا يتعدى ميدانه، فـ.. يساق على غير وجهته! كالرياضة التي دافعها لدينا - المتعة المحضة، مهما بلغت بنا، أو بالغنا نحن بها، ولا يحسن بوعينا من أن تبلغ دركات.. في فمي ماء، وهذا ما يلزم.
حتى.. وإن ألفينا من شطح، فهو ليس بمقياس (... مهما علل له)، لأن أي أمر يخرج به عن مقاصده بخاصة الأغراض الكبرى منها، أو استبانة للعاقلة من القوم، إلا وقطن مع فصيل من تمادى أو اعتدى!
.. المهم، ولأننا (اليوم). بين يدي أحد مفاخر الوطن لأنه إنجاز يسجل أولا باسمه، ثم.. ينتقل التخصيص لكل منتم لهذا الكيان، وقد جمع اليوم أمجادا بحق.. ومن أهمها أربعة.
* أطول مسيرة انتصارات على مستوى العالم، وفعلا أمسى «العالمي»..
* أعلى تحصيل نقطي، أي (6 نقاط) فقط.. تحول بينه، وبين العلامة الكاملة، جراء ثلاثة تعادلات، أي ليس بينهن هزيمة، وهذا (المنجز) وحسب متابعتي (الرياضية)، وهي فوق المتوسط.. ما لا أذكر ناديا بالعالم/.. بلغها.
* أقوى دوري من ناحية المستوى بين كافة المواسم... السابقة، فيكفيه.. أن جرى في مياديننا من نجوم كبار «ارتقت» بوجودهم الأندية صيتا ومستوى - في غالبها -، فلا ننس بالمناسبة ما حظي به النصر -.. ورنالدو - يوم كانا بالطريق للصين.. كإشارة تأييد لما ذهبت إليه.
* فيما (زاد) من قدر (الفارق) النقطي وصل الـ(14)، وهذا مما أبلغه شأوا عن أقربهم إليه، مما كان له (وهو أكبر) أن حسم اللقب (شبه) باكرا.
و.. كفى بتلكم مناقب.. حين تحدث منجزات «الكيان» عن أخباره.
فـ.. الهلال أو (الأرقام) حجج عنه تخبر، وقيل في البلاغة لا تجد أقرب وصفا للحال من الأفعال، البتة، وعلى روي الشاعر:
ليس الفتى من قال كان أبي..
وكأنه قد (قطع) حبائل كل الاعذار - ما تقدم، فقال (أنا).. قولا وفعلا
فالإنجازات وحدها هي اللسان لمن أراد مدحا، تعديلا.. لا تعديا لما قيل عن المال (هو اللسان لمن أراد فصاحة، ولأن قلت ما قلت.. فلا، ولن فلن أزايد!
إذ صحيفتنا (الجزيرة) وفي مواكبة للحدث الرياضي الفريد.. قد سطرت عدد يوم الثلاثاء ذا الرقم 18648 - (الزعيم) (العالمي) أنهى الدوري (الذهبي) بأرقام (تاريخية).
وعودا للغة الأرقام في تفصيل لإيجاز (ما تقدم):
1- نعم.. حصد الهلال اللقب مبكرا، وهذا ما جعله كما قالها أكثر من (واصف): إنه.. غرد خارج سرب (المنافسين)، لأن (14 نقطة) أكرر.. بينه وأقربهم إليه ليست معتادة.
2- هذا الجميل للهلال.. إلا وتلفاه من الوجه الآخر ليس بجميل، تحديدا في حال النظرة للدوري عموما، لأنه.. ومتى فقد المنافس ذات اللعبة!
ليذهب الكثير من بهرجها وانطفئ الحماس وهو رفد (التدافع) سنن الله في الكون، وبعض تجلية.. كي لا يضمر - والله أعلم - داخلنا عمارة الدنيا، إذ هذه العمارة أحد ثلاثة أسباب.. لخلقنا بعد العبادة، فخلافة الله سبحانه في أرضه..
ثم.. من حيث نجد العرب فطنت لهذا، فقالوا (إذا لم تجد ذات خدر كفو..) وعليكم بإتمام الباقي..
ولأن كان الهلال أعني بهذا الموسم غير، لكن يبقى للوخز.. موضعه!
فأنت تتحدث عن دوري بين مزدوجين «محترفين»!، ما يزيد من الطين بلة!
منبها إلى أن هذا لا ينقص مما بلغ الزعيم، إلا أن تفاوت المستوى ما يجعل الحماس (بصراحة) كما وضحت يخفت، أو يبهت ضياؤه.
3- أقوى هلال في تاريخه، كذا قالها المعلق على ما أذكر..
فعلقتني ايثارا من عنوان سلف اعددته الهلال يكسر الأرقام ما.. لا عجب بهذه، لأنه صاحب (الشوكة) اليوم، وما الذي يعيشه الفريق إلا دليل واف لصحة العمل.. بين أروقته، بالذات حقبته في هذا الأوان.
وكأنه تفاعل مع منافسة هي أقوى أن ينازل.. نفسه، بأن...
(لا يخسر أي نقطة)، حتى و(الدوري) قد قطع به الأمر... أعني أمسى في جيبه!
فالعهد بـالكبير «طموحا»، لا يموج أو يتردد.. من أن ينشد هذا المطلب...
حين (لا يتوقف عند كعب ما بلغ) ولا في المحافظة عليه فقط.
بل في رفع سقف آماله.. من أن يعتلي (سور) تسلقها الآخرون دونه، في قادم بإذن الله.
.. وإلا فإن أخذ الهلال الدوري خبر (شبه) معتاد، إذ قلما ينزل عن معترك الصدارة، لكن.. هذا العام فعلها بطريقة جعلت من المنافسة تخبو!
فالمستوى الذي وصل له «الأزرق» على خلاف حال الآخرين (حتى تلك التي معه في ذات الدعم).. ما صير من هذه الانطلاقة ولاعبين يتنافس (أكثر من واحد) على المركز الواحد/ أن تغيب!
لكأنها توارث خلف الحجب، أو كي لا أبالغ تضمر، لأن تلكم اللغة هي (وحدها) من تحفز الجمهور الحضور، إلا.. في حال نزول الطموح، فيكون غاية ما تصبو أن تحوز المرتبة (الثانية..) يوم انتهى مطاف الأول، ان كان للزعيم البت بأمره.
وهذه أصدقكم.. وآسف على هذه المفردة هي (جناية) الهلال!
فكم من حسناء علقت في العيون المآئقي، وإن كان - هو - قد طال ما نال بجدية عطاء منقطعة النظير، أملي هذه الجزئية كي لا أظلم، فهو ارتقى بقدراته المحضة فقط...
.. على أننا (وهذه) اتماما نحن الأندية الأخرى (محدثكم شبابي)، وبملء الفم أقول عن ميولي هنا، لأن مشكلة التشجيع، وهي للعلم حسنته/
مقاربة لقول أهل نجد (العود من أول ركزة)، وكأن الأمر قضي.. ولم يعد للفرصة الأخرى من موضع!
نعم، هكذا «التشجيع»، وأحدد (الميل) الرياضي. وإلا لكان للمرء كل عام يقلب أهواءه تتبعا لهوية البطل، ولامست الفرق بالذات متذيلة الترتيب تشكو هما هو لعمري أكبر من موقعها في سلم الدوري، فـ تبهت غالب اللقاءات، وهذا مشاهد.. خواتيم (كل) موسم حين، إن تحددت معظم المراكز.
لينعكس هذا على الحضور، وكما تقدم في ضمور، ولهذا.. أردف بشاهد/
بلادا ألفناها (على كل حالة)
وقد يؤلف الشيء الذي ليس بالحسن
وتستعذب الأرض التي لا هواء بها
ولا ماؤها عذب.. لأنها (وطن)
وكل (حالة) هذه.. أي حتى لو لا سمح الله فريقك هبط!
وبالمناسبة ف... لن نهضم الهلال حقه، فقد أخذ ما بلغه بالذراع.
مما لا أسمح لقلمي الشطح إلى التشكيك، ولا قيد أنملة، لأنه بلا أي (مواربة) تمكن من بناء نفسه، كما.. وأنه (ومن قبل تعود المراتب الأولى) في عطاء تراكمي، إذ لم يتخلف بيوم عن فرق الصدارة.
وهذا.. باد بموقع (ترتيبه) في غالب المنافسات التي قلما تجده دون المراتب الثلاثة، مما يسمى بالرياضيات العطاء التراكمي - خلاف قولهم عن بيضة الديك!، وهذا، عدا سجله في المنافسات الخارجية.
وبالتالي فإن لغة الحق هي القوة وحدها، كما أن المنطق إلا.. ويفرض ذاته، وهذا أدنى ما على المنصف الإقرار به (... بألا يثلب من بذل، فبلغ) فهذا حق الزعيم.. وما بلغه.
ف الحق والحياد والتجرد أحدها سينهرني إن أنا ثلبت.. فاستنقصت!
فهو لم يكن بيوم في الدرجة الثانية أو حتى الأولى فصعد.
كما.. ولم يكن ابدا بين إدراج المراتب المتأخرة... وهذه شهادتي - له - أمليها بما يحضرني... (تاريخا).
4- نعم... وأنعم...
عاش الهلال وعاش أعضاء الإدارة
اللي تجدهم عند (للوازم) نماره
لنرددها، فهم (يستحقون) كل الإطراء، ومن هنا ومعي كل منصف.. نتقدم لـ/
تهنئ الهلال.
الذي مهما قلنا فقل ما نوفيه حقه، وبالذات هذا الموسم الذي هو بالنسبة له خاصة (استثناء) وبكل ما تعنيه هذه المفردة.
لأننا كرياضيين كافة.. وفي المواسم الماضية نرقب الدوري إلى آخر أنفاسه! ما تجده قبيل أسبوعين حتى.. ولم يحسم، وهذا سبب يجعلني أشدد على أنه - الموسم - استثناء.. عما عهدنا.
لكن يلزم التنويه أن هذا الفارق حقيقة مولده ليس ضعفا بالأندية الأخرى فالهلال.. كان ينزل كل مباراة وهذا مكمن ليس (بسر) أنفاسه! احترامه للمنافس، أي.. لا يتهاون بأي جزئية من المباراة، وهذه لعلي أهم بها لكل الأندية.
(تنبيه) إنها وهذه أحد جوانب ما تنبئ عن وجاهة (دواعي) ما أبلغه الذروة.
5- مفخرة الكرة.. السعودية، نعم.. ففي التقويم العربي نجد (الهلال) وجه.. من وجوه القمر، يظهر في السماء (أول) الشهر، وفي الدوري أول - مركز -، وأحدد ما أعني بـ(المفخرة) إلى التذكير بالرقم القياسي الذي أتى (.. في تتابع الانتصارات) رقما عالميا، ليمسي منجزه لنا كسعوديين كافة.
6- الهمة..، ووجهها الآخر في لوم الذات حال التقصير، وإلا.. وكما نظم كريم العراقي:
من يندب الحظ يطفئ عين همته
لا عين للحظ إن لم تبصر الهمم
فكان الهلال بالموعد، أعني (صدق) حدس المتابع الرياضي، وليس جمهور ناديه، فقط، التأكيد على أن وصوله ولا نتعدى فـ.. نبخس - نقلل - غيره.. آت جراء بذر رعاه حق رعايته، لأنه كان سابقا يبلغ البطولة.. لكن بعد سباق محموم كما يقال-!
ما.. لا يستبن البطل كثيرا إلا والأنفاس تلهث في ترقب لآخر رمق، لكنه.. وبهذا الموسم (تبارك الله) قد حسم الأمر باكرا...
حتى أمست الأسابيع الأخيرة (ربما الخمسة) شبه باهتة، لما انتهى إليه سلم الدوري، وتحديدا.. توقف حركة - تغير - مراكز فرق الصدارة.
على كل..
يبقى للزعيم - كما تقدم - كسره لكافة الأرقام والأرقام يا قوم. لغة العقلاء، والعقلاء هم الذين يسلمون ودون أي (جدال) للحقائق.
ف.. شكرا للذي لونه في السما العالي
لا.. ليس بأنديتنا ولا دورينا فحسب، بل بالصيت الذي دوى.. لنا، لا أقول عربيا، ولا آسيويا فقط، بل و(عالميا).
ختم..
أملي.. كنذير، أن سيبقى الذي حققه «الهلال» هذا العام عالي الكعب إلا... (إن فاقت بقية الأندية)، فأخذت بزمام أمرها، فكانت (الجدية) خطتها.
.. مع التدقيق بتلك (الخطط)، حتى لا تكن في عداد الـ(بخس) ما تذكرت، وأنا المحسوب على أهل الأدب والشعر، للبحتري، ومن (سينيته):
واشترائي تلك بـ(خطة) بخس.
هذا، حتى وأن لوح ايعازا لفارق بالمستوى، جملة ممن لا يحبون التقليل من جهد الآخرين، إلا أن هذه أيضا تحسب ميزة للهلال - زيادة، وفي - سجل فخار إرادته، لتكتب بعد بطي ادارته، حيث أحسنت أن جعلته خفاقا، وفي العوالي والمعالي/ (محلقا).