محمد سليمان العنقري
أساس كل نجاح هو التنظيم للاستفادة من الاستراتيجيات التي تم تنفيذها لتحقيق المستهدفات المرصودة وفي موسم الحج الشعيرة التي تقام سنويا في أماكن وأيام محددة يظهر مدى قوة التنظيم الذي تقوم به المملكة لخدمة ضيوف الرحمن باعتزاز كبير وفخر بهذا الشرف العظيم حيث لا تدخر حكومة المملكة أي جهد أو مال في سبيل توفير الراحة واليسر لكل حاج فهو محل اهتمام كبير جدا منذ لحظة وصوله لأرض المملكة حتى مغادرته فالإمكانات التي وضعت لخدمة الحجاج كبيرة جدا وبكل المجالات فهناك المرافق الحديثة وخدمات النقل المتنوعة والمنظمة والطرق والجسور إضافة للمستشفيات والمراكز الصحية والخدمات البلدية وأيضا الاتصالات والطاقة والإرشاد والأمن الذي وفر للحجاج الطمأنينة في حلهم وترحالهم حيث تشارك كافة القطاعات الأمنية أيضا ليكون الحج آمنا ميسرا سهلا لكل حاج فالتعامل مع عشرات الجنسيات بمختلف لغاتهم ليس بالأمر السهل وما توفره القطاعات الأمنية بمختلف اختصاصاتها من أجهزة وتقنيات حديثة وانتشار ميداني يسهل حركة التنقل بمتابعة بأعلى التقنيات التي تستخدم أيضا لأمنهم وسلامتهم يعد من الأضخم في العالم في طرق إدارة هذه الشعيرة العظيمة فعدد من يقومون على خدمة الحجاج والسهر على راحتهم بمئات الآلاف من الكوادر الوطنية المؤهلة والمدربة والتي تمتلك خبرات عالية.
وعلى الرغم من أنه لا مقارنة لحج الشعيرة العظيمة والسامية بقيمتها ومكانتها في تفوس المسلمين بأي حدث أو مناسبة عالمية لكن من باب المقارنة الإدارية والتنظيمية فقط مع مناسبات عالمية تقام كل عدة أعوام مرة تجد الدول المستضيفة تجند طاقات هائلة وتعمل لأعوام طويلة حتى تتمكن من الاستعداد لحدث لا يقام إلا مرة واحدة داخل تلك الدولة ولا يتطلب توفير الكثير من الخدمات وكلها مدفوعة ومستردة لكن في الحج الأمر مختلف فهو يقام سنويا وبمكان وزمان محددين ويتم توفير خدمات وتأهيل مرافق على أعلى المستويات والتي يتم تطويرها سنويا وترصد ميزانيات ضخمة لأجل ذلك سنويا فأبحاث الحج وتقييم كل موسم لا تتوقفان وفي كل عام تقدم المملكة خدمات إضافية تيسر على الحجاج أداء نسكهم حيث أنفقت مئات المليارات لأجل ذلك وباتت مدينة مكة المكرمة مع المشاعر المقدسة والمدينة المنورة أفضل مدن العالم بمستوى الخدمات والتسهيلات المقدمة والمتطورة كل ذلك بفضل التخطيط الاستراتيجي السليم لحكومة المملكة الرشيدة والإدارة المشهود لها بالكفاءة العالية من الأجهزة الرسمية المعنية بإدارة شؤون الحج حيث يتواجد بالمتوسط سنويا نحو ثلاثة ملايين حاج في المشاعر والذين تتم حركة تنقلهم وخدماتهم بأعلى مستويات الخدمة وبكل المجالات.
تنظيم الإجراءات وأدوار الجهات المشاركة في خدمة الحجيج والتخطيط لتطوير المرافق والتجهيزات عامل أساسي في النجاح لكن تنظيم استقبال الحجاج من خلال إصدار تصريح الحج وألا يأتي اي حاج إلا بتصريح له دور كبير في ان تكون رحلة الحج ميسرة ويتفرغ فيها الحاج للعبادة فالتصريح له منافع كبيرة حيث أنه يكون مسجلاً في حملة توفر له السكن الملائم وخدمة الإعاشة والطبابة والتنقل التي تجعل حجه ميسرا بعكس المخالف الذي لا يستطيع أن يوفر شيئا من ذلك إلا بتكلفة أو جهد كبيرين فالحج بتصريح إنما أقر لصالح الحجاج بالمقام الأول الذي يعني حفظ حقوق الحاج لكي يحصل على ما اتفق فيه مع الحملة التي قدم معها إضافة لكون ذلك يعكس مدى الإحساس بالمسؤولية واحترام الأنظمة التي تنعكس عليه بأن يستفيد منها وتكون رحلة الحج تيسرت له ونال مبتغاه منها لذلك فالتصريح حفظ لحقوقك ولسلامتك ولراحتك والمخالفين إنما يلحقون الضرر بأنفسهم وبغيرهم وبالتالي يكلفهم ذلك جهدا وعناء كبيرين لأنهم ليسوا مسجلين بحملات توفر لهم سبل الراحة من تنقل واعاشة وكافة الخدمات التي تعينهم على أداء فريضة الحج.