إيمان الدبيّان
منذ أكثر من 1400 عام والمسلمون يقفون في 9 من ذي الحجة على صعيد عرفات لأداء الشعائر والعبادات، ومنذ توحيد المملكة العربية السعودية في عام 1932 يشهد الحجاج تطور تنظيمات الحج عاماً بعد عام إلى أن جاءت التطورات النوعية والتنظيم بتقنيات عالمية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله - وبمتابعة وإشراف من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -رعاه الله.
خدمات للحجيج لوجستية، وأمنية، وصحية، ودينية، من الفكرة التي تراود الحاج بالقدوم إلى السعودية لأداء الحج إلى الذكرى التي يحملها إلى بلده بعد الانتهاء من واجبات وأركان الحج.
تأشيرة حج مجانية، تصاريح تنظيمية، مرافق وخدمات في المشاعر حضارية، تنقلات برية وبحرية وجوية على أعلى مستويات النقل الدولية، كل هذا يحيطه سياج أمني من مختلف القطاعات السعودية العسكرية، في الحرمين الشريفين خاصة، والمشاعر المقدسة عامة.
في موسم الحج السعوديون مشغولون بتجهيزات ضيوف بيت الله لذا هم للأبواق الناعقة لا يسمعون، وللمهاترات السياسية لا ينظرون؛ ولكنهم في المواقف المسيئة للمملكة وضيوف بيت الله يعرفون مع المسيء والمتجاوز للخطوط الحمراء كيف يتعاملون وبأي طريقة يؤدبون.
لن أتحدث كثيراً عن الخدمات والتسهيلات التي تقدمها السعودية للحجاج من مختلف الجنسيات فالواقع يشهد ولسان الحجيج يؤكد.
خدمات مبهرة لا توجد في أغلب الدول العظمى وتتمناها البلدان الكبرى والصغرى تقدم هذه الخدمات لحشود بشرية مليونية في ساعات زمانية ملزمة وعلى مساحات مكانية محددة نتحدى العالم مجتمعاً أن ينجزها بهذه البراعة وبوجوه تعلوها البشاشة وبنفوس تبعث الراحة.
نؤذن في الناس بالحج مرحبين مستقبلين ومهيئين ليأتونا من كل فج بعيد أو قريب بشرط أن يكون الحاج بالقوانين عريباً في أجواء إيمانية في مشعر مهيب.
الحاج الملتزم يُخدم ويبقى والحاج المسييس للحج يُنفى ولعقابه يلقى، محذرين من أي شعارات ترفع أو هتافات تسمع فأرض المملكة العربية السعودية ليست مسرحاً للمسرحيات الهزلية وإنما محراب للسلام والأخوة الإنسانية وقبلة للشعائر الإسلامية، نقود ولا نقاد نؤسس ولا نُسييس في سلم أو حرب أو حتى حياد.
ليت بعض مسؤولي الدول يفهمون وبمشاكلهم الداخلية ينشغلون ولقياداتهم ينتقون ويتركون الحج فللحج سعوديون -بفضل الله - يحمونه وينظمونه ولأمنه خط أحمر لن يسمحون بوصوله.