عقل العقل
سوف تبدأ قريباً فترة الانتقالات الصيفية دولياً ومحلياً، ولاحظت من البداية أن بعض الأندية وخاصة أندية الصندوق تدخل في تنافس محموم على جلب لاعبين محليين ودوليين مع أندية عالمية وأندية محلية وهذا حق مشروع للجميع وفي النهاية يفترض أن هذه الاستقطابات تفي بالنقص في المراكز أو الضعف لديها والذي عانت منه في الموسم الماضي، ولكن للأسف بعض الأندية تدخل في منافسة لجلب لاعبين ليست في حاجة إليهم فقط للتخريب على أندية بدأت بالتفاوض مع لاعبين محددين تحتاج إليهم، ويفترض أن برنامج الاستقطاب يكون له دور في هذا الموضوع حفاظاً على الأموال التي سوف تُصرف من أندية الصندوق أو حتى من أندية دوري روشن، وهي تزايد بعضها على لاعبين محددين.
يفترض بالصندوق أن يكون على علم ومتابعة دقيقة في عملية المفاوضات بين الأندية السعودية واللاعبين المستهدفين ويمنع دخول أكثر من ناد في المفاوضات مع لاعب محدد، نعم يفترض على إدارات الأندية أن تكون مسؤولة عن استقطاب لاعبيها الذين تحتاج إليهم سواء داخلياً أو خارجياً ولكن لا يترك الموضوع برمته لتلك الإدارات وخاصة في عملية المفاوضات من أكثر من ناد سعودي وبالتالي سوف يرتفع سعر ذاك اللاعب والخاسر هو برنامج الاستقطاب والأندية نفسها، ولا يوجد ضرر أن تكون متابعة برنامج الاستقطاب لهذا الموضوع غير معلنة وتنسق بشكل دقيق مع الأندية السعودية وتساعدها في عملية التفاوض بشكل احترافي بعيداً عن السماسرة، أتمنى أن يكون لدينا مكاتب متخصصة واحترافية تتماشى مع التطور الذي تعيشه الرياضة السعودية الآن من استقطاب نجوم عالميين والبدء في إنشاء وتطوير منشآت رياضية، منظومة صناعة الرياضة يجب أن تكون متكاملة في كل النواحي حتى تكون جاذبة للجميع في الداخل والخارج ومنها مكاتب احترافية في تنظيم عملية استقطاب اللاعبين.
قد يكون التنافس في الاستقطابات الداخلية مفهوماً وله ما يبرره من حيث معرفة الأندية للاعبين المحليين والذين قد يكون أمر استقطابهم أكثر سهولة وأقل من حيث التكلفة المادية مقارنة بالنجوم من الخارج، نشاهد السباق المحموم بين بعض الأندية لكسب وتسجيل النجم عون السلولي من نادي التعاون وأكثر من ناد كبير يؤكد أن التوقيع معه قد تم ولكن لا يوجد شيء رسمي وأندية الهلال والقادسية والنصر تسعى للتوقيع معه وبعض هذه الأندية، تعاني في خطوط دفاعها وقد يكون وجوده جزءاً من الحل، الهلال كما هي عادته يخطط على المدى البعيد خاصة مع رحيل بعض مدافعيه مثل محمد جحفلي ومتعب المفرج.
هل نشهد في استقطابات هذا الموسم وضوحاً ونضوجاً أكثر من الأندية السعودية فبعضها لم توفق في العام الماضي جلبت لاعبين كباراً ولكن تأثيرهم كان ضعيفاً جداً على المستوى الفني للأندية، والدليل أن فريقاً واحداً هو الهلال هيمن على البطولات المحلية رغم ملايين الدولارات التي دفعتها الأندية الأخرى في تعاقداتها الأجنبية.
وأعتقد أن أكثر تجربة مرة عاشها ناد هي تجربة نادي الاتحاد مع النجم بنزيما والتي مرت بانتكاسات كثيرة منها عدم الانسجام ودواعي الإصابة للاعب ولم يقدم ما يشفع له كنجم كبير وقد تكون هناك ظروف غير معلنة لتعثره مع الاتحاد حتى إن هناك تسريبات بإمكانية رحيله لأحد أندية الصندوق الأخرى. النصر رغم أنه الأقرب فنياً ومنافسة للهلال في البطولات المحلية رغم وجود لاعبين نجوم كبار عالميين ولكن نتائجه رغم كل هذا صفرية للأسف، هل نشاهد تغيراً في فكر الاستقطاب في الأندية السعودية هذا العام ونشاهد لاعبين أصغر عمراً وأقل سعراً ويكون الدوري السعودي نقطة انطلاق لهم في نجوميتهم الدولية.