م. خالد إبراهيم الحجي
يُعرف الحصان الأسود بأنه الذي يحقق المفاجآت أحياناً في السباقات والبطولات الرياضية، ويُعرف الحصان الأبيض بأنه الذي يحقق الفوز دائماً في السباقات والبطولات الرياضية. وعلى الرغم من أن الحصانين متساويان في القوة، إلا أن لديهما شخصيات مختلفة تماماً؛ يريد الحصان الأسود القفز في الهواء، وتجاوز العقبات والحواجز كل ما سنحت له الفرصة في الميدان، ويريد الحصان الأبيض البقاء على المسار المستقيم وأن يكون آمناً، قدر الإمكان، أثناء السباق حتى النهاية.. الآن، إن شئتم لنتخيل هذين الحصانين لاعبي كرة قدم بارزين، يلعبان لفريقين مشهورين أحدهما أصفر والآخر أزرق اللون، المنافسة بينهما على أشدها كفرسيّ رهان؛ أو تقريباً كفرسي رهان عندما نأخذ سجلهما في الحسبان؛ سجل الأزرق حافل بالبطولات؛ بينما سجل الأصفر حافل بالقليل منها.. يمتلك لاعب الفريق الأصفر، الذي نتخيله كالحصان الأسود، مهارات فنية عالية، وسرعة فائقة، وقدرة استثنائية على القفز في الهواء ارتفاعات كبيرة، يمكنه أيضاً ركل الكرة بقوة هائلة ودقة متناهية، ويتوقع من زملائه تمرير الكرة له دائماً ليسجل الأهداف، إلا أنه عاطفي، ويغضب ويفرح بسرعة كبيرة، ويصاب بهستيريا الأنين والبكاء عند الهزيمة، والندم والحسرة على ضياع فرص الفوز، وكأنه يلعب لأول مرة، على الرغم من حصوله على العديد من الجوائز الدولية والعالمية، ويعد من الركائز الأساسية في الفريق الأصفر.. ويمتلك لاعب الفريق الأزرق، الذي شئنا أن نتخيله كالحصان الأبيض، قوة التركيز الشديد، ورباطة الجأش، والسيطرة والقدرة على صد مختلف الكرات الأرضية والعالية، وفضلاً عن ذلك متخصص في صد ركلات الجزاء، وقد نال شهرة عالمية بعد أن برع في صد ركلات الترجيح التي لا بد أن تُحسم بها مباريات البطولة عندما تنتهي بالتعادل في الأوقات الإضافية ويتم اللجوء إليها.. الآن، لنخرج من عالم الخيال إلى عالم الواقع، إن مثل النصر كمثل الحصان الأسود الذي كان جمهوره ينتظر منه تحقيق المفاجأة والفوز بكأس الملك الغالية، غير أن الهلال وهو الحصان الأبيض الذي لم يخيب آمال جمهوره وكعادته حقق الفوز بكأس الملك - حفظه الله- إن الخسارة التي لحقت بفريق النصر في مباراة بطولة الكأس الغالية كانت مثيرة، وتميزت بالندية الفائقة، واستطاع أن يصمد أمام فريق الهلال، ذي السجل الحافل بالبطولات، مدة 120 دقيقة حتى آخر ركلة ترجيحية صدها حارس الهلال ببراعته، هذالفوز للهلال (الزعيم العالمي) يعد فوزاً تاريخياً تتحدث عنه الجماهير لأيام وأسابيع وشهور قادمة، كما أن خسارة النصر المدوية هي، بلا شك، مادة للتفكه والتندر أو (الطقطقة) كما يحلو لجماهير الشارع أن تسميها أو الفاكهة الحلوة التي تلوكها ألسنة الجماهير بلغة الصحافة المحترمة.