سهوب بغدادي
كل عام وأنتم بخير، والحمد لله على بلوغ المقاصد والمنى، من المعروف أن الحج يعد أكبر حدث يستلزم إدارة الحشود المتداخلة مع عوامل رئيسة عديدة، بهدف ضمان أمن وسلامة الحجيج أثناء رحلة تنقلهم بين المشاعر المقدسة بهدف أداء الفريضة وصولاً إلى توديعهم وعودتهم إلى ديارهم سالمين، فكل الجهات المعنية على اختلافها تعمل بجد واجتهاد بغية تقديم أفضل ما يمكن لضيوف الرحمن، ولقد عكس الكثير منهم أمثلة حيَّة مشرِّفة على معاني التفاني والكرم وحسن الضيافة وما إلى ذلك من المكارم غير المستغربة من هذا الوطن قيادةً وشعباً، ففي كل عام، نرى سخاء المملكة في مواضع عديدة كحفاوة استقبال ضيوف الرحمن، والتماس حوائجهم خاصةً ممن يتعرضون لإشكاليات صحية تتطلب التدخل الطبي، سواء كان ذلك من خلال تقديم الرعاية الفورية في المشاعر عبر فرق الإسعاف أم إجراء العمليات اللازمة لمحتاجيها، فكانت ولا تزال المملكة تضرب أبهى الأمثلة على الإنسانية تجاه الغير، فضلاً عن تميزها المتتالي في إدارة هذا الحشد الضخم كل عام، وعكس صورة براقة للعالم أجمع، ولا ننسى تجربة المملكة الناجحة في كل من إدارة الحشود ومكافحة العدوى خلال الأزمة الصحية العالمية المتمثلة بتفشي فيروس كورونا، والأعوام التي تلتها، من هنا، يبرز لنا دور الإعلام بشتى وسائله التقليدية والإلكترونية في عكس هذه الصورة بشكل لحظي مستمر، ونقل الجهود المكرسة من الجهات المعنية والعاملين فيها، والأهم من ذلك تفنيد المحتويات المغلوطة أو المغرضة الرامية لتقويض الجهود المبذولة وتعكير صفو الشعيرة، وعلى كل عامل في المجال الإعلامي على اختلاف وصفه وماهيته أن يساهم في عملية إلقاء الضوء على تلك الجهود الطيِّبة من قلب الحدث ومن خارجه على حد سواء، فيتلخص العمل الإعلامي في نقل الرسالة السامية، ولا يوجد موطن أكثر ملاءمة للهدف الآنف ذكره وأحق بتسليط الضوء عليه من هذا الركن.