مها محمد الشريف
في البيان الذي أصدرته مجموعة السبع حول حرب إسرائيل، أن الاتفاق «سيقود إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع المحتجزين، وزيادة كبيرة ومُستدامة في المساعدات الإنسانية لجميع أنحاء غزة، ونهاية دائمة للأزمة، مع ضمان مصالح إسرائيل الأمنية وسلامة المدنيين في غزة»، وفقًا لما ذكرته «رويترز».
بينما نتنياهو، في جلسة استماع في لجنة الشؤون الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلي، «لم يوافق على إنهاء الحرب كجزء من الصفقة التي كشف عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن». بشكل عام تأخذ العلاقة بين الحرب والسلام القانون الدولي، فكلمة قوة تطبق على جميع القوانين حتى يبقى العدل والعدالة ثابتين لا يتنازعهما طرفان، ما يهمنا هنا هو أن الموقف السياسي تتزايد الضغوط عليه، وبايدن وأعضاء حزبه في سجال بسبب دعمه غير المحدود لإسرائيل، وقالت صحيفة «واشنطن بوست»: «كشف ثلاثة مسؤولين، لم تذكر أسماؤهم، أن عضوين ديمقراطيين كبيرين في الكونغرس الأميركي وافقا على دعم صفقة أسلحة كبيرة لإسرائيل تشمل 50 مقاتلة من طراز «أف-15» بقيمة تزيد على 18 مليار دولار.
فهل بات سلام الدولة الفلسطينية دعاية، وقد اعتاد الرؤساء من الحزبين: الديمقراطي والجمهوري على ترديده دون اتخاذ خطوات حقيقية على الأرض؟ بايدن لا يملك وسيلة لإقناع الكونغرس بممارسة ضغوط على حليفه الصهيوني، من هنا، تتباين الأحداث وتتناقض الأحكام والتقارير، فالحكومة الإسرائيلية تعمل في اتجاهات عدة لاستمرار العمل العسكري، وهذا ناتج من جملة أسباب أهمها استمرار النزعة العسكرية لمجموعة العسكريين الجدد الذين تولوا مواقعهم أخيراً، ودعم نتنياهو لاستمرار ذلك، مما يؤكد أن التهدئة غير واردة على رغم الطرح الأميركي الجديد.
في هذا الإطار، يتحتم الكثير من التفاصيل والالتزام الواضح من إسرائيل بما تم التوافق عليه خلال مايو (أيار) الماضي، جهود السلام تطالب، بينما دعم إسرائيل بالأسلحة الأمريكية ما زال مستمراً، وهذا يمثِّل الجانب المظلم من السياسة الدولية، وتعجز هنا الطبيعة الحقيقية لمهام السياسة الخارجية التي يواجهها العالم اليوم، ولم يعد هناك ما يثبت استعداداً للاستثمار الجدي في أدوات بناء الأمم وحسن سياستها كبديل للقوة العسكرية، فإسرائيل تعبث بأمن الشرق الأوسط وتجتاح المدن الفلسطينية وتهجّر وتقتل أهلها دون رادع.
فكل شيء يخبر أن السياسات الداعمة لإسرائيل تتداخل مع بعضها وتعزِّز بعضها بعضاً لتدمير قواعد السلام المنشود لجعل العالم مكاناً آمناً وسلاماً منشوداً، هناك أوقات تخدم فيها السياسات الخارجية مصالحها الأساسية ولا يمكن تغييرها ولا ينبغي تغييرها في قناعاتهم العميقة، رغم الأحداث والمتغيّرات الكثيرة، فليست هناك حاجة لإظهار القوة والتفوق للحلفاء، فهي تظل مصدراً مهماً في السياسة العالمية رغم كل شيء بدلاً من الانهماك في جهود غير طائلة لتجاهل أمن وسلامة منطقة الشرق الأوسط والعالم ككل.