دُشنَّ جاليري مرسمي للفنون بمجمع الموسى من خلال معرض (كامن) كأول أنشطته التشكيلية في مجمع الموسى بمدينة الرياض.
حيث جمع معرض (كامن) نخبة من الفنانين السعوديين الشباب الذي جمعتهم مدرسة فنية واحدة وصنع كل منهم هويته وأسلوبه ليكون فناناً تشكيلياً مميزاً وليدخل ساحة الاحتراف الفني من خلال ما بذله من جهد وتعلم ولتكون أعماله التشكيلية أعمالاً فنية تضاهي معاصرة بروح سعودية تجعله في مصاف كبار الفنانين التشكيليين ولتكون بداية لطريق التمكن والتميز.
وعن المعرض قال الأستاذ عدنان الأحمد:
عظيم من يعرف كيف يصنع الفن في هذا العالم وكيف يصنع الفن هذه هي خلاصات تجربة إنسانية مهمة للعالم قد يكون هذا التطلع محق لمن كرس حياته لهدف محدد، لكنه صعب المنال!
إلى اليوم أمامنا الكثير من الصعوبات للحركة! الفن يخلق زمنه الأبدي، وهو زمن لا يمكن اختزاله بالسنوات والأيام والساعات الأرضية التي قد تكون مجرد اختراع مؤقت. إنه زمن مطلق يقع في لحظة انتفاء الحاجة البشرية إلى التفكير في الزمن. لن نكون في حاجة إلى التفكير في الزمن.
بالفن وحده يحيا الإنسان والفن مصدر حقيقي للسعادة وهذا يكفي للذهاب بالفن إلى أقصى درجات الحب والتضحية فلولا عظمة الفن وهو منتج إنساني لما خلقت المتاحف لتكون حافظة للفن وشاهدة على عظمة هذا المنتج الإنساني.
ففي السنوات الأخيرة، أصبحت معارض الشباب في الوطن العربي مناسبات هامة لمتابعي النشاط التشكيلي، ولقد أثارت الكثير من الرضى ومن النقاشات المطولة، ويمكن ملاحظة هذه التجارب كونها تحمل في باطنها سحر الحياة، وجمالية الأعمال تكمن في العفوية والتمرد الحر. لتنوعها التجريبي الواضح وضمن مواضيع خاصة تتراوح حلولها الفنية بين أشكال اختبروها في مراسمهم وطوروها، وما يجمعها هو البعد عن المباشرة بالطرح الفني والحرية بالتعبير دون أية حسابات مسبقة.
ولعل أهم ما يميز هذه التجارب الجمالية يكمن في مواطن لا ترى، ولكنها موجودة كامنة في الواقع نفسه، مما يجعل الأشكال اللامرئية تكشف لنا عن خلطة عجينة الواقع المرئي وعذوبة التخييل.. وبأن الفن لم يفقد قدسيته فيها وبالمقابل لم يفقد الفنان الشاب إيمانه بالفن كمعنى كبير للحياة، إن حياتهم مزيج من الأمل والسعي إلى إثبات الوجود ضمن المحترف التشكيلي في هذا العالم والمشاركة ببناء المستقبل مستقبل الفن والنور.
وتضمن المعرض مشاركة (5) فنانين سعوديين شباب تميزوا في المدرسة التجريدية بفن فطري أخذهم إلى أعلى مساحات الحرية الفنية لينطلقوا دون قيد أو قواعد وليبحروا في محيطات الفن التي لا بداية لها ولا نهاية كربّان قاد سفينته ليكتشف أراضٍ وجزر لم يصل قبلهم إليها أحداً.
مشاعل العطاوي:
اختارت الفنانة التشكيلية مشاعل العطاوي ألوان الطبيعة النجدية وتراثها لتكون أساس أعمالها ولتكون بصمتها المميزة وأخذت من خلالها العمل على مساحات واسعة وأعمال جدارية تكون من خلالها أحاسيسها ومشاعرها الفنية حيث تميل إلى الغموض حيناً وإلى الوضوح حيناً آخر وتروي قصصاً وروايات من خلال أعمالها الفنية، حيث عرضت في معرضها الشخصي الأول قبل فترة (4) تجارب فنية مميزة لتكون انطلاقتها الحقيقية وشاركت بعدها بعدة معارض جماعية أيضاً، وما يميز الفنانة مشاعل العطاوي أنها تطور من ذاتها وفنها بشكل مستمر وتنمي أسلوبها دوماً لما لها من طموح عال وفكر مثقف.
عيدة الزهراني:
الفنانة التشكيلية عيدة الزهراني لها العديد من التجارب ومشاركاتها العديدة في الكثير من المعارض، حيث اختارت فلسفة سرد الذكريات بمشاعرها الخاصة لتخليد الماضي وأصالته وانعكاس الآثار الجمالية على مر السنوات لتكون طابعها الخاص والمتفرد ولتكون مفرداتها الفنية بحرية مطلقة تعكس من خلالها ذاتها وشخصيتها، وقد عرضت في معرضها الشخصي مجموعة مميزة من أعمالها التشكيلية التي حملت نفس الموضوع بعنوان: «بقاء» والذي أقيم بمدينة الرياض.
حنان الحازمي:
جمعت الفنانة التشكيلية حنان الحازمي في أعمالها بين المتضادات من الألوان والتراكيب بأسلوب اقرب إلى الطبيعة لتكون مفرداتها الجمالية بأسلوب مميز ذي ألوان ناصعة مفرحة جمعت فيها بين الوضوح والغموض في مساحات لونية واسعة تعطي المتلقي شعوراً يحمل الكثير من الأحاسيس بعفوية مميزة جعلت تكوين عملها يحمل الكثير من الدلالات التي ميزتها من خلال خطوط صريحة واضحة تعبر عن جوانب نفسية وعاطفية تحملها الفنانة خلال تكوينها لعملها الفني.
ندى العلي:
برزت الفنانة التشكيلية ندى العلي منذ عدة سنوات بأعمالها التجريدية المميزة الذي جمعت بها بين عفويتها وأحاسيسها بحرية فنانة تدرك ما تريد وتسخر ألوانها وخطوطها نحو هدف معين وتبرز من خلال أعمالها رسائل تحمل ثقافة عالية حيث اختارت في هذا المعرض مجموعة أعمال جمعت بين الأبيض والأسود من خلال ألوان ووسائط أخرى ذات ملامس مميزة تعطي المشاعر الصادقة لديها حيث قالت عن أعمالها المشاركة: دواخل الشيء النقية كيف يمكن أن تكون سبيلا للخروج من عوالم مليئة بالتعقيد والمبالغة ضمن سياق ذلك الإحساس وتأثيره أنتجت هذه المجموعة من خلال زرع المواد وازالتها وسط لانهائية من الممرات والأسطح الخشنة أعود بذلك نحو الأصل من الداخل.
عبدالله البقمي:
بدأ مسيرته الفنية منذ عدة سنوات، عمل فيها على البحث عن هوية فنية تحمل أصالة الثقافة السعودية وعراقة تراثها حتى وصل بها إلى مرحلة متقدمة من أسلوبه التجريدي الذي عكس من خلاله حريته الفنية بالمجموعة التي عرضها في هذا المعرض بتكوين فني جمالي مميز أوضح فيه النور من خلال ظلال التكوين الفني الرئيسي في العمل الفني.
**
- إعداد: عبدالله عبدالرحمن الخفاجي
تويتر: AL_KHAFAJII