محمد بن عبدالله آل شملان
- قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله-: «يجب أن يكون إعلامنا دائماً كما نحن سائرون على نهج الكتاب والسنة الذي قامت عليه هذه الدولة، والذي هو أساس اتجاه كل مسلم في العالم خمس مرات لمكة المكرمة، مهبط الوحي ومنطلق الرسالة ومدينة رسول الله، إن هاتفي ومجلسي مفتوحان للجميع، منطلقنا واحد شعباً ودولة».
- قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء: «إن الإعلام السعودي يجب أن ينتقد عمل الحكومة، وخطط الحكومة، أيًّا كان؛ إنهم يفعلون ذلك بطريقة جيدة، ويناقشون عدداً من القضايا، وينشرون الأفكار، ويتحدثون عن كل خطة، وعن كل استراتيجية، وعن كل سياسة تقوم بها كل وزارة، وهذا أمر جيد، ونحن بحاجة إلى ذلك؛ لأنك بحاجة إلى آراء العديد من الأشخاص، وكذلك بالنسبة لي كولي عهد للمملكة العربية السعودية، فهذا أمر جيد».
منظومة العمل المتكاملة
بفضل من الله تبارك وتعالى، وعنايته التي حفت ضيوف الرحمن وتفيأوا ظلالها الوارفة أولاً وأخيراً، أدى حجاج بيت الله الحرام نسكهم في سهولة ويسر، وألسنتهم تلهج بشكر الرحمن الرحيم وبالدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، القائدين اللذين سخرهما الله لخدمة الإسلام والمسلمين وخدمة الحرمين الشريفين.
فها هي توجيهاتهما السديدة بضرورة تقديم أفضل وأرقى الخدمات لضيوف الرحمن، تتجلى في روعة الاستقبال وراحة البال وطمأنينة النفس، حينما تكاتفت جهود الجهات المعنية عبر منظومة العمل المتكاملة، أمنياً وخدمياً وصحياً، فاشتركت تلك الجهات بإسهاماتها المقدرة في إخراج لوحة حج باهرة بشهادة الجميع، وناجحة بكل المقاييس.
وتتجلى مؤشرات النجاح والتوفيق في حج موسم هذا العام 1445هـ، لتؤكد بما لا يدع مجالا للشك، المقدرة الفائقة التي أظهرها الشعب السعودي المضياف، وهو يعكس للعالم أجمع الصورة البهية المشرقة، والوجه الحضاري الجميل لإنسان هذا البلد الطاهر، كما أبرزت دقة التنظيم وفخامة المشهد، الجهود الظاهرة التي لا تخطئها العيون عبر المشاريع الفخمة والتوسعة الضخمة، التي تجسد الرعاية الكريمة والاهتمام الدائم من القيادة الرشيدة بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، مما انعكس في إخراج موسم كان من أنجح المواسم.
ولا شك أن الدور الذي قامت به اللجنة العليا للحج برئاسة وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، بدعم القيادة الرشيدة -أعزها الله-، في تنفيذ خططها لإنجاح موسم الحج في كل عام، يستند إلى عوامل كثيرة هيأتها اللجنة العليا للحج لتحقيق تطلعات ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة في تهيئة الأجواء المريحة لأداء حجاج بيت الله الحرام مناسكهم في راحة واطمئنان، وهو ما تحقق بحمد الله تعالى وتوفيقه في موسم حج هذا العام، حينما ترجمت مهامها واختصاصاتها وخططها وأهدافها واقعاً عاشه أكثر من مليون وثمانمائة ألف حاج، وهم ينتقلون في راحة وسلاسة من مشعر لآخر في مشهد آمن مطمئن ومستقر، يسر العين ويسعد الخاطر، بفضل الله تعالى، ثم بفضل جهود جميع القطاعات المشاركة في الحج، الحكومية منها والأهلية، التي تابعت الحجاج منذ دخولهم من منافذ الدخول، وأثناء تأديتهم لمناسكهم، وصولاً إلى عودتهم إلى أوطانهم سالمين غانمين.
ولعل أهم ملامح خطة اللجنة العليا للحج في حج هذا العام 1445هـ تركزت في توسيع استخدام التقنية في تنفيذ العديد من الإجراءات، وخاصة المتابعة والمراقبة والإشراف، والتكامل والتنسيق التام بين خطط مختلف القطاعات الأمنية المشاركة في العاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، إلى جانب الخطط الوقائية التي تضمن توفير الأمن والطمأنينة لضيوف الرحمن أثناء أداء نسكهم، وإقامة العديد من ورش العمل، وتكثيف التدريب لكل العاملين في الميدان.
فالحمد لله الذي وفقنا في أداء هذه المسؤولية الشريفة على أكمل وجه، رغم تحديات المكان والزمان وتزايد أعداد الحجاج كل عام.
وزارة الإعلام والدور
مشكور معالي وزير الإعلام الدكتور سلمان الدوسري، وهو يعي ويدرك إلى ما ينبغي أن يقوم به الإعلام من دور مهم في هذه المرحلة، التي نتجه فيها مع العالم كله في عصر السرعة، واتساع مجالات الإعلام التي غزتنا من كل الأطراف وبأسرع السبل، فكان تركيز معاليه على تطوير الإعلام مقروءاً ومكتوباً ومرئياً، لينسجم ذلك مع طموحات قيادتنا الرشيدة - أعزها الله - وأمانينا كشعب سعودي طموح، ومع ما يشهده الوطن من تطور في خدماته، وما بلغه المواطن من وعي ونضج يجعلانه يميز بقدرة عالية.
فها هو يؤكد معاليه بأن الإعلام السعودي ينتظره مستقبل حافل بالمنجزات والتحوّلات المنشودة في مختلف قطاعاته، إيماناً منه بأهمية الدور الفاعل للإعلام، في إحراز المنفعة الإيجابية المستمرة في فضاء الاتجاهات الاستراتيجية لقطاع الإعلام، الذي أصبح مختلفاً اختلافاً جذرياً عن السابق مع الوسائل التقنية الجديدة والمبتكرة، في ظل عالم متغير على مستوى جميع المجالات، ولذلك كان إعلانه بأن عام 2024 هو عام التحول الإعلامي في المملكة، والاستعداد لمصافحة حارّة بين الإعلام السعودي والمستقبل، عبر إطلاقه إستراتيجيات عام التحول الإعلامي في المملكة، التي تقوم على أربع ركائز هي: الأرقام، والمؤشرات، والشغف، والعمل، وبرؤية حكيمة يدعمها خادم الحرمين الشريفين، ويقودها ولي عهده الأمين - حفظهما الله -.
وزارة الإعلام والحج
وبما أن الإعلام شريك أصيل في مسيرة أي نجاح، حيث ينبه ويوجه ويقترح ويثري وينقل، كان لا بد لوزارة الإعلام أن تقيم مبادرة «ملتقى إعلام الحج» في نسختها الأولى، إدراكاً منها لأهميته في إيصال رسالة الحج السامية والمتفردة إلى العالم بصورته النقية التي تمثل حقيقة الإسلام في العدل والمساواة والإخاء، فالإعلام موثوق الرسائل والمعالجات باستطاعته إبراز معاني الحج العظيمة وقيمه السامية التي تؤكد على أن الحج يحمل رسالة المسلمين ورسالة السلم والسلام إلى العالم أجمع، وإبراز الحج كمظهر فائق الثراء للهوية الإسلامية بثقافتها الإنسانية العالمية المشرقة، ويحقق الاندماج الاجتماعي بين المسلمين في صورته المثالية التي تصافح القلوب والنفوس في أعظم تجمع إنساني، في يوم الحج الأكبر الذي يتجلى الله فيه لعباده، كما يتم التبادل الثقافي والمعرفي بين أبناء الأمة الواحدة، وهو مجال واسع لتطبيق المنهج الإسلامي بوسطيته البعيدة عن الحزبية والمذهبية والعنصرية والغلو والتطرف والتكفير والتفجير.
وتسعى الوزارة من خلال مبادرة «ملتقى إعلام الحج» ضمن مبادرات عام التحوُّل الإعلامي، التي أعلن عنها معالي وزير الإعلام الدكتور سلمان الدوسري قبل 3 شهور في النسخة الثالثة من «المنتدى السعودي للإعلام»، لدعم العمل الإعلامي لجميع الإعلاميين ووسائل الإعلام، وتوفير التقنيات الحديثة لتحقيق مزيد من الابتكار في التغطيات الإعلامية المحلية والدولية المواكبة لموسم الحج، وهي من خلال هذه المبادرة يمكن أن تشكل إضافة مهمة للتوثيق في هذا المجال العظيم الذي يحظى بالأولوية في قائمة اهتمامات المملكة، حكومة وشعباً، فما يتحقق كل عام من منجزات عملاقة في المدينتين المقدستين، مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة، يستحق الرصد والتوثيق والتدوين والتسجيل، إذ سيذكر المنصفون أن خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما منذ توحيد هذه البلاد على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وفي ظل متابعة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -رعاه الله-، تعد من أهم الفترات التاريخية التي شهدت منظومة كبيرة من المنجزات التي أسهمت في تمكين ضيوف الرحمن من أداء فريضتهم في سهولة ويسر، وهذه نتيجة طبيعية لتوفيق الله تعالى، ثم لاهتمامات قادة هذه البلاد المباركة -حفظهم الله-.
ووزارة الإعلام باعتبارها ذراع الدولة المباشر في العمل الإعلامي الذي يستنهض الدور الأهم للحفاوة بالمستقبل، وبتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، تدعم كل عمل إبداعي يضيف لخدمات الحج والحجاج، ويسهم في تحسينها، ويقوم مسيرتها، ويأتي ذلك كله وسط بيئة تحفل بالتقنيات التفاعلية، وتعكس التحوُّل الكبير في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، التي تستطيع تعزيز دور منظومة الحج بالفكر والرأي، ويشجع الجوانب الإنسانية والقيمية، ويدعم الوسطية التي عادة ما تكون داخل التفاصيل في رحلة الحج الكبرى، الرحلة الحلم لكل مسلم ومسلمة.
وذكر معالي وزير الشؤون الدينية والأوقاف بجمهورية السودان الدكتور أسامة حسن محمد أن ملتقى إعلام الحج ناجح ورائع بمعنى الكلمة، وهو يعد نقلة نوعية في مستوى التغطيات الإعلامية وتقنياتها الرقمية، مما يسهم في تمكين الوفود الإعلامية من أداء رسالتها وإبراز الصورة المشرفة للحج.
سمعة الحج العالمية
خلال الأيام التي سبقت الحج، وأثناء تداول خبر مفاده أن القوات الأمنية أبعدت من مكة أكثر من 300 ألف شخص غير مسجلين لأداء الحج، قبل أسبوع من بدء مناسكه، من بين من تم إبعادهم في الأيام الأخيرة من مكة 153,998 أجنبياً جاؤوا بتأشيرات سياحية بدلا من تأشيرات الحج، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية «واس»، استمعت لقصة أحد الأصدقاء من الدول المجاورة، ومقيم في أمريكا، والذي جاء ليؤدي الحج بعد أن أخذ تصريحاً نظامياً، حيث كانت محطته الأولى جدة، يقول لي: عندما نزلت إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي، وأنا قادم من دولة عالمية متقدمة في الخدمات والتنظيم، لا يمكن وصف مدى تشابه التقدم الراقي والتنمية المتطورة الذي شاهدته في جدة، لم تكن مجرد خدمات فحسب، بل تعامل أخلاقي بابتسامة من الموظف الذي يريد إنجاز الخدمة.
لقد كان صديقي مندهشاً من حركة التنظيم في جدة ومكة المكرمة في كل شيء، من حركة السير والمرور، ومروراً في البناء العمراني الشاهق الذي يتعدى المباني العالمية المرموقة، كيف لا والمملكة سبقت العالم في مجالات عديدة.
يتابع صديقي: هذه الرحلة كانت أول فرصة لي لأرى فيها مكة المكرمة والمشاعر المقدسة عن قرب، رغم أنني سمعت كثيراً عن تطورها الرهيب والسريع، وحرص قيادتها على التحسين والتطوير على الصورة الرائعة وبالحجم الذي يستوعب ملايين الحجاج والزوار، وبعد مغادرتي مكة المكرمة وأدائي فريضة الحج، كانت لدي حقاً قصة جميلة أسردها لعائلتي ولأصدقائي عن عناية الدولة السعودية بأمور الوافدين إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج ونسك العمرة وزيارة مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام، تفاجأت بأن رحلة الحج التي قمت بها بهذا الجمال وهذه السهولة، وحقاً فكرت بعد الرجوع أن أحث من حولي على أداء فريضتهم وحجتهم الأولى.
من يحاول الحديث عن المملكة في ظل ظروف ذاك الخبر وتبعاته، هم فئة حاقدة وأعداء للنجاح يبحثون عن أية فرصة تسنح لهم للحديث عن نجاح المملكة الذي يغيظهم، ويلجؤون في كلامهم إلى التضخيم، حيث المعلومات المحرفة، وسياقات الكلام غير الصحيحة، لضرب وتشويه إدراك ووعي الناس، ما يثير الرأي العام، ويدمر المواقف الثابتة.
نحن في المملكة وصلنا إلى مرحلة متقدمة وكبيرة جداً، إلى درجة أننا لا ننتظر شهادة شكر من أولئك الشامتين الذين يتعامون وبشكل متعمد نتيجة حقدهم.
نحن شعب يعشق وطنه فوثقنا ووثق أفراد الأمة الإسلامية بقيادتنا الرشيدة، وسارعنا في اتجاه بناء وتعمير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، نصنع مستقبل الراحة والأمن والطمأنينة فيها، نطور ونحافظ على مكتسبات مقدساتنا الإسلامية، يقول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: «قد شرف الله المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، خدمة نفخر بها، فجعلنا رعايتهم وسلامتهم في قمة اهتماماتنا، وسخرنا لهم كل ما يعينهم على أداء حجهم، وفق مشاريع متكاملة تهدف إلى تيسير أداء الحج، وسلامة قاصدي بيته الحرام، ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، مكملين بأعمالنا الجهود الجليلة التي بذلها ملوك هذه البلاد المباركة، منذ عهد مؤسسها جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة».
لا شك أن أداء فريضة الحج هو بمثابة حلم للكثيرين في مشارق الأرض ومغاربها، من الحالمين بحج سهل وميسور، لرجاء ذنب مغفور وسعي مشكور، خاصة وأن المملكة تملك أفضل سبل العيش وأفضل الخدمات، المملكة بلد جمع الكثير من الصفات، بلد تحفه عناية الله ثم رعاية القيادة الشريفة والكريمة، وحسن ضيافة الشعب السعودي الذي يتشرف بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة الحجيج دون توان عن بذل الغالي والنفيس من أجل ضيوف الرحمن.
كل التشويشات التي مر بها موسم الحج في كل عام، كان يعتقد الثرثارون والمراهقون والمتربصون ومن يدعون المعرفة بأننا سنسقط، ولكنهم يتفاجؤون أن الثقة من المسلمين في كل أصقاع العالم تزداد بالمملكة في خدمتها للحرمين الشريفين، ملتفين حول رغبات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، بالتأييد والمؤازرة.
قال معالي وزير الإعلام الدكتور سلمان الدوسري: «كل حاج أتى نظامياً إلى المملكة له حقوق واجب على الحكومة السعودية أن تضمنها له وتحافظ عليها، ولا أحد يقبل بأن يسلب حاج قدم بلا تصريح؛ حق حاج آخر قدم من آخر الدنيا إلى الحج ملتزماً بالأنظمة والإجراءات المرعية».