محمد بن علي الشهري
هذا المقال لا استفز به أو أقلل فيه من شأن أحد كما هو ديدن البعض، بقدر ما هو قراءة للواقع المختلف الذي تعيشه جماهير ما يُعرف بالأندية الكبار تحديداً.. وكيف كان المشجع الهلالي يعيش في بحبوحة من الأنس والأفراح.. والتلذّذ بنشوة الأمجاد والبطولات من كل صنف ولون، فيما جماهير الأندية الأخرى تتمنى لحظة فرح فلا تجدها إلا نادراً، وربما وجدتها صدفة أو في غفلة من المنطق.
ومضت السنين تلو السنين، والمواسم إثر المواسم، والأيام وراء الأيام وهذا العملاق لا يتوقف عن ممارسة ديدنه في التفرد.. لا يكل ولا يمل من حصد كل ما لذَّ وطاب من الأوليات والألقاب المرصعة بالذهب محلياً وقارياً وعالمياً إلى درجة أنه لم يعد له منافس إلاّ هو ينافس ذاته.. ويظل الرابح الأكبر بطبيعة الحال هو المشجع الهلالي الذي كلما ارتفع معدل تحليق (أزرقه العالمي) في فضاءات الأمجاد وتحقيق المنجزات الفاخرة، ارتفع معدل شعوره بالغبطة والسعادة والحبور التي لا يُقدّر معانيها وقيمتها إلاّ من يفتقدها.
تخيل عزيزي المشجع الهلالي أن مشجعي بعض الأندية مثلاً: يحتفلون ويباهون بواحدة فقط من الكم الخرافي والمهول من المنجزات التي حققها هلالك خلال الموسم المنصرم فقط، فيما تقوم أنت - لا قدَّر الله - بشراء (الملابس) التي تحاكي لون فريقك ومن ثم تقوم بتوزيعها على أطفال الشوارع في البلدان الفقيرة ومن ثم تقوم بتصويرهم ونشر صورهم عبر وسائل السوشال ميديا بزعم أنهم (يموتون في دباديب) فريقك ثم تُعمل لها الهاشتاقات وتُنظّم لها المعلّقات باعتبارها ظاهرة كونية..؟! أو تحتفل إلى درجة (الهوس) بأن جمهور ناديك زاد حضورهم في ملعبهم عن غيره ببضعة آلاف باعتبارها من المنجزات التاريخية التي تُضرب لها أكباد الإبل؟!
- ولكي تعلم أيها المشجع الهلالي المرموق والمحسود كم أنت أسعد مشجع.. وكم هو حجم الفوارق بين ما تعيشه من غِبطة ومن راحة نفسية وبين ما يعيشه غيرك.. ضع مقارنة بسيطة بين أبسط منجز من منجزات ناديك العديدة للموسم الماضي وبين أكبر منجزات الذين يملأون الفضاءات تباهياً وتفاخراً بالهلاميات.. ثم احمد ربك واشكره كثيراً كثيراً على ما أنت فيه من نعمة.
شوارد
- تستطيع أن تتفهم منطق أي شخص أياً كان مستوى وعيه وفكره وثقافته إلا ذلك الذي يقسم على أنه يتلذّذ بهزائم فريقه وأنها لا تزيده إلا عشقاً وهياماً واعتزازاً!
- عندما تشاهد طرح إعلام وجماهير بعض الأندية في منصات التواصل الاجتماعي تزداد قناعتك بأنهم فعلاً لا يستحقون أفضل مما هم فيه.
- فريق يلعب ثلاثة أرباع مدة المباراة في منطقة جزاء الفريق المقابل وحولها، لا بد أن يحصل على العديد من الأخطاء ومن ركلات الجزاء.
- على ذكر ركلات الجزاء: أجزم أنه لا يوجد في تاريخ كرة القدم أشهر من تلك التي تم احتسابها رغم خلو المنطقة المحرمة إلا من الحارس.. الأدهى والأمر أن اللاعب الذي تم احتسابها لصالحه هو من ارتكب المخالفة خارج المنطقة!
- يغادر اللاعب حتماً إلى بلاده مصطحباً متعلقاته وأمواله ومكتسباته الشخصية التي حققها.. أما مكتسبات الكيانات فإنها تظل مدونة في سجلاتها.
المعنى
ناسٍ غنايمها الذهب والبطولات
وناسٍ غنايمها دموع التماسيح