صيغة الشمري
في كل عام تتعالى أصوات الحاقدين والخونة قبل موسم الحج مروجة للأكاذيب والبهتان والظلم والشائعات، غير أن بلادنا -بفضل من الله ثم سياسة حكومتنا الرشيدة- تخرس ألسنتهم بتنظيم مثالي وإدارة حشود بطريقة احترافية وآمنة لم يسبق لها مثيل، لتؤكد أنها وحدها القادرة والمتفرّدة في كل ما يخص إدارة شؤون الحج، مهتمة بكافة التفاصيل التي تمنح الراحة للحجاج وتيسير نسكهم في أمن وأمان ليعيشوا أجمل ذكرى تجعل المنصفين منهم يلهجون بالدعاء لبلادنا وقادتنا.
بلادنا التي وضعت كافة إمكاناتها في خدمة ضيوف الرحمن، وتعمل ليل نهار واضعة في أولى أولياتها أن أمن الحجاج خط أحمر وهو ما يقف حاجزاً أمام كل من تسوِّل له نفسه التأثير على أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام، حيث وُضعت خطط أمنية، ووقائية، وتنظيمية، متكاملة الإعداد والتنفيذ، لتوفير تسهيلات وخدمات ورعاية شاملة في مختلف الجوانب لضمان راحة وأمن ضيوف الرحمن.
من يقودون حملة التشكيك في المملكة هدفهم بائن، ومسعاهم خائب، لأنه مع انقضاء المناسك يظهر جلياً للجميع أن النجاح تحقق بامتياز في موسم الحج 1445هـ -كسابقه من المواسم التي تحدثت بنجاحها الركبان- فلم يشهد هذا الموسم وقوع أي حوادث تمس أمن الحجيج أو تعكر صفو الحج، بفضل الله ثم الانضباطية التامة والمتابعة الدقيقة والرعاية والاهتمام بأوضاع الحجاج وتسهيل سير تنقلاتهم والحرص على راحتهم في مقرات إقامتهم وجميع تحركاتهم خلال أدائهم هذه الشعيرة العظيمة.
وميدانياً، وقفت قوات أمن الحج بحزم ضد كل ما يمس الإخلال بأمن الحج ومنع جميع الأعمال المؤثّرة في أمن وسلامة ضيوف الرحمن، حيث إن «أمن الحجاج خط أحمر» ، وتم تكثيف الوجود الأمني الميداني لتسريع رصد المخالفات الأمنية والاستجابة السريعة بالإجراءات المناسبة حيالها، واتخاذ التدابير الوقائية لمنع وقوع أي حادث -لا سمح الله - قد يؤثِّر في أمن وسلامة الحجاج. وقد نتج عن ذلك المحافظة على أمن وسلامة الحجاج منذ وصولهم حتى مغادرتهم إلى بلدانهم سالمين آمنين.
وتأكيداً على اهتمام بلادنا بسلامة وأمن الحجاج تم منع مخالفي أنظمة وتعليمات الحج ممن لم يحصلوا على تصريح بالحج من دخول المشاعر المقدسة وذلك حماية لهم ومن أجل سلامتهم وسلامة الحجاج الآخرين، لأن هناك طاقة استيعابية عند تجاوزها سيكون هناك زحام شديد وتدافع قد يتسبب بحوادث لا سمح الله، كما تابعت الجهات الأمنية ما يُنشر من إعلانات مضللة تهدف إلى الاحتيال على الراغبين في الحج، وتم ضبطهم وإحالتهم لجهات الاختصاص لتطبيق الأنظمة بحقهم.
ولم يكن الحرص على أمن وسلامة الحجاج على الأرض فقط، إنما شمل سماء مكة والمشاعر، إذ حلّق طيران الأمن برحلات استطلاعية للتأكد من انسيابية الحركة المرورية للحجاج، والتأكد من سلامة الطرق المؤدية للمشاعر المقدسة، ولدعم الخدمات الإنسانية في أعمال الإخلاء الطبي والإنقاذ والإطفاء، في وقت كثفت قوات الدفاع المدني التوعية والعمليات الوقائية والخدمات الإنسانية، وقدمت الجوازات خدماتها عبر أجهزة متنقّلة للتحقق من صحة الوثائق وجهاز للترجمة الفورية والمسار الذكي، في مشهد يؤكد أهمية العمل التكاملي لإنجاح موسم الحج ودحض الشائعات وإسكات الأصوات المغرضة التي تزداد غبناً وحقداً سنة تلو الأخرى مع نجاح موسم كل حج.