د.نايف الحمد
تتواصل الإثارة في بطولة الأمم الأوروبية التي تدور رحى مواجهاتها على الأراضي الألمانية، وقد يكون من حسن طالع «المانشافت» أن تقام البطولة على أرضه وبين أنصاره، ذلك لأن المنتخب الألماني بأمس الحاجة للكثير من العوامل المعنوية ليتجاوز تلك الإخفاقات التي عطلت «الماكينات الألمانية» في السنوات الأخيرة.. وقد أبلى الألمان بلاءً حسناً وأظهروا قدرتهم على المنافسة على اللقب بعد جولتين من دور المجموعات.
«الماتادور الإسباني» قدم لوحات فنية جميلة وكان عند حسن ظن جماهيره المنتشرة حول العالم، لاسيما وهو يتسلّح بشبان صغار في أعمارهم كبار في عطائهم وأبرزهم الجوهرة الكتالونية «يامال» الذي غنت الجماهير على إيقاعه؛ فقد نثر سحره في المواجهتين الأولى وحقق أكبر عدد من المراوغات الناجحة في البطولة مع نهاية القمة الكبرى بين الأسبان وإيطاليا في مواجهة لم يستطع فيها «الآزوري» من الصمود أمام النجم الآخر الصغير «وليامز» ورفاقه، وخرجوا خاسرين بهدف مع تألق حارسهم الكبير «دوناروما» الذي استطاع أن يحفظ لحامل اللقب كبرياءه.
في الكلاسيكو الكبير بين «الماتدور» و «الآزوري» أرسل الأسبان رسالة مفادها أنهم الأقوى والأقدر على العودة بالكأس إلى العاصمة مدريد بفضل امتلاكهم لفريق تتوافر فيه كل ما يحتاجه فريق لكسب البطولات من الفعالية والإمتاع حد الإبهار والخبرة والحيوية والتمرس.
المنتخب الفرنسي ظهر قوياً وهو ينازل هولندا في كلاسيكو أوروبي كبير رغم افتقاده لنجمه «مبابي» لكن نتيجة التعادل هي التي آلت لها مباراة العملاقين.. أما الطواحين الهولندية فقد كانت نداً لـ «الديوك الفرنسية» ولم تخذل عشاقها وأظهروا رغبة كبيرة في مواصلة مغامرتهم في البطولة والتي أتمنى بالطبع أن يكتب لها النجاح.. فالكرة الهولندية ونجومها التاريخيين يحظون بالكثير من الإعجاب، وقد تكون عودتهم من الباب الكبير في هذه البطولة ليعيدوا ذكرى النجم الأسطوري «ماركو فان باستن» ورفاقه عام 1988 عندما استيقظ العالم على كرة هولندية اكتسحت الأوروبيين وكتبت التاريخ وصنعت مجداً أنصف أبناء الكرة الشاملة.
ما يلفت الانتباه في هذه البطولة وجود الكثير من النجوم الشابة الذين باتوا يشكلون القوة الضاربة في أكبر المنتخبات الأوروبية، وفي هذا درس لنا في كيفية صناعة المواهب ومنحهم الفرص لتقديم أنفسهم.
نقطة آخر السطر
في «يورو 24» لم يغب ذكر السعودية ممثلة في 14 نجماً أوروبياً من نجوم دوري روشن .. كما أن المستويات التي يقدمها هؤلاء النجوم أكدت نجاح المشروع الكروي السعودي الذي بات محط اهتمام واحترام العالم.