إيمان حمود الشمري
هل تمر على بوفيه الطعام المفتوح وتضع أكثر من حاجتك ويزيد منك الكثير الذي يكون مصيره في الغالب سلة المهملات لمجرد أن الطعام متوفر بكثرة؟ هل تسرف بالماء في الفنادق والأماكن العامة أثناء الاغتسال أو حتى الوضوء، وتسحب كومة مناديل دفعةَ واحدة لمجرد أنك لم تدفع ثمنها؟ هل ملأت جيبك العلوي بالحلوى المعروضة للضيافة في مكان عام ثم اكتشفت أنك لا تريدها؟
هل تترك الاستراحات التي تستأجرها مقلوبة رأساً على عقب بعد أن تستخدمها، ولا تأبه للأثاث، أو اللوحات، ولا تضطر حتى لمراقبة أولادك، لأنها ببساطة ليست بيتك؟
هل تجمع الهدايا التي يتم توزيعها على الكراسي في المناسبات العامة إضافة لهديتك دون استئذان لأنها فقط مجانية؟ هل تترك بقايا النفايات بعد أن تغادر المنتزهات والحدائق لأن هناك عمالا سيأتون للتنظيف من بعدك؟ هل تستغل تأمينك الطبي بصرف أدوية فوق الحاجة قد تنتهي صلاحيتها قبل استخدامها؟
هل حدث وأن أخذت من الطائرة لحاف أو مخدة أو أدوات غير مخصصة لك أنت شخصياً؟
هل تترك مقعدك في السينما مليئا بالفشار وبقايا المشروبات، لأنك تعتقد أن دورك فقط هو الاستمتاع لا المحافظة على المكان؟
انتبه لديك بوادر فساد!! لا تستهين بالأمور الصغيرة وتفرط بها لأنك لو اعتدتها سوف تألفها، وعندما تسنح الفرصة، لن تبالي بالتعدي على الحقوق والممتلكات لأنك غرست هذا الأمر في نفسك!! قد يعتبر البعض أن هذا الكلام مبالغ فيه!! ولكنه حقيقي.. فالتفاصيل الصغيرة في الغالب ليست صغيرة وتأثّر في بناء شخصياتنا وضبط حدودنا.
قبل أسبوع كنت في أحد البقالات الكبيرة وسألتهم لماذا يضعون السلال بعيداً عن المدخل؟ صدمتني إجابة رجل الأمن.. قال: لأن هناك أشخاصا يأخذونها معهم ونريد أن نراقب الوضع!!
بأي حق يأخذونها؟ لا أدري، لا يوجد أي رادع ديني أو أخلاقي ولا فكري في امتلاك الأشياء أو التعامل معها دون أدنى تأنيب ضمير!!.
هل حدث وتساءلت: لماذا يسرق مسؤول كبير وهو غير محتاج مادياً؟
لأنه اعتاد التساهل بالاستيلاء والطمع.. فالشبع تربية وليست مجرد حفنة ريالات!!
راقب نفسك حتى لا تعتاد التعدي والفساد،... أنت تمثل دينا ووطنا واسم أسرة،.. وقد تمنحك الحياة فرصة لتمثل بلدك في كرسي مهم، فإن استهنت بالتعامل مع كراسي الأملاك العامة، فتأكد أن أطماعك ستكبر مع العائد الذي ستحصل عليه في كراسي المناصب.