خالد بن حمد المالك
ليس لدى المملكة ما تخفيه عن الحج والحجاج، فالشفافية هي عنوان منظومة الاستعدادات والعمل والنتائج لموسم الحج في كل عام، ووسائل الإعلام حاضرة بقوة من جميع دول العالم، تكتب، تصور، وتنقل الأحداث أولاً بأول دون رقيب، وتتمتع بحرية الحركة، وتوفر لها وزارة الإعلام كل وسائل التواصل والنقل الحي.
* *
وبالأرقام، والإحصاءات، والمعلومات الدقيقة تتاح لوسائل الإعلام بما يوثِّق تقاريرها ومعلوماتها بما لا مزيد عليه، إلا لمن يريد أن يتجاهل ذلك، لهدف في نفسه، واستجابةً لمن يريد تشويه الصورة الحقيقية للجهد الخلاَّق الذي تبذله المملكة؛ ليكون موسماً ناجحاً بكل المقاييس، كما هو في حج هذا العام.
* *
استغل المغرضون والحاقدون والكارهون وفاة عدد من الحجاج، فراحوا ينفخون في تصنُّع التأثر من أرقام الوفيات، وتحميل المملكة المسؤولية عن ذلك في حقد مكشوف، ونوايا غير صادقة، ومحاولة لتسييس ما حدث بأسلوب فج، وعبارات بذيئة، وطرح غير عقلاني.
* *
تتحدث الأرقام الرسمية على لسان وزير الصحة فهد الجلاجل عن أن حج هذا العام لم يُسجَّل فيه أوبئة أو أمراض متفشِّية بفضل الرعاية الصحية المتكاملة التي طوَّقت بها كل ما كان يمكن أن ينتقل من أمراض وأوبئة عن طريق بعض الحجاج، وأن الحالة الصحية للحجاج كانت مطمئنة، رغم درجة الحرارة المرتفعة، وحالة الإجهاد الحراري التي تم الحد من تداعياتها.
* *
نعم توفي 1.301 رحمهم الله، ولكن لا تنسوا أن 83 % منهم من غير المصرَّح لهم بالحج، ممن ساروا مسافات طويلة تحت أشعة الشمس، وبلا مأوى ولا راحة، وبينهم عدد من كبار السن، والمصابين بالأمراض المزمنة، فهل تتحمَّل المملكة المسؤولية عن وفاة من تجاهل التعليمات والتحذيرات المسبقة وخالف الأنظمة؟!
* *
465 ألف خدمة علاجية وصحية قدمتها وزارة الصحة، كان نصيب غير المصرَّح لهم بالحج 141 ألف خدمة، وأكثر من مليون خدمة وقائية شملت الكشف المبكر واللقاحات، وتقديم الرعاية الطبية منذ الوصول، وضمن الخدمات الصحية المقدمة للحجاج عمليات القلب المفتوح، والقسطرة القلبية، وغسيل الكلى، والخدمات الإسعافية التي تجاوزت 30 ألف خدمة، منها 95 عملية نقل إسعافي جوي، كما قدمت المنظومة الصحية أكثر من 6500 سرير مجهّز في المشاعر المقدسة، وغرف إجهاد حراري، وهذه الكلام ليس من عندي ولكنه موثَّق وثابت من وزير الصحة.
* *
وفي تعامل إنساني مقدَّر لم تفرِّق السلطات الصحية في تقديم الرعاية الطبية لمن احتاج لها بما في ذلك تقديم 141 ألف خدمة علاجية للحجاج غير المصرَّح لهم، ومواصلة علاج 95 منهم لا يزالون يتلقون العناية الطبية اللازمة، بل إن بعضهم تم نقلهم جواً للرياض ومدن أخرى لاستكمال العلاج.
* *
يحدث كل هذا، وقد بلغ عدد الحجاج نحو مليون وثمانمائة ألف حاج، بعضهم من كبار السن والمرضى القادمين من الخارج، وفي جو كان شديد الحرارة، وينتهي الحج بفضل الله ثم الرعاية الكريمة بنجاح باهر، حيث كانت الجهود الجبارة المميزة التي أسهمت بها كل الجهات في المملكة حاضرة على مدار الساعة.
* *
وبعد كل هذا، يأتي عميل وكاره وحاقد فيقول بما يخالف الواقع، ونقيض ما شاهده الناس، لغرض في نفسه، وبتوجيه من سادته، ومحاولة لتشويه الصورة الجميلة والنظيفة للحج، وليس لدينا ما نقوله سوى: موتوا بغيظكم.