عبد العزيز الهدلق
من أخطر القرارات التي اتخذها اتحاد الكرة ولها عواقب وخيمة على المنتخب الوطني هي قرار رفع الأجانب إلى عشرة لاعبين، وخفض قوائم الأندية إلى (25) لاعباً.
فهذان القراران يستهدفان اللاعب المحلي بشكل مباشر. فرفع عدد الأجانب إلى عشرة لاعبين قلص تماماً الفرصة أمام اللاعب المحلي، حيث ستتجه الأندية للاعب الأجنبي الأكثر جاهزية والأعلى جودة غالباً. وستكون الفرصة ضئيلة جداً أمام مدرب المنتخب لاختيار العناصر المناسبة. وسيجد أن هناك عجزاً كبيراً في بعض المراكز، وقد بدأت تظهر بوادرها منذ الآن، مثل رأس الحربة وصانع الألعاب، والظهير الأيسر. ومن المتوقع أن يظهر مستقبلاً أكثر من ذلك.
وقد حذر كثير من المدربين الوطنيين والخبراء الكرويين من خطورة رفع عدد الأجانب، وأبانوا الضرر المتوقع على المنتخب جراء ذلك.
والقرار الآخر بتقليص عدد اللاعبين في قائمة كل فريق إلى (25) لاعباً بما فيهم اللاعبون الأجانب، ستضطر الأندية معه إلى الاستغناء عن مجموعة نخبوية من لاعبيها المحليين الذين سيتفرقون مرغمين بين الأندية. وستواجه الأندية عجزاً في تغطية النقص والحاجة لديها خلال الموسم الذي سيكون طويلاً ومزدحماً بالبطولات، ومن المستحيل أن يعتمد أي فريق يتطلع للمنافسة على (25) لاعباً فقط! فاللاعبون معروضون للإصابات والإيقافات، وأحياناً يجبر اتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين الأندية على لعب المباريات أثناء المشاركات الدولية للمنتخب! فمن أين يأتي فريق بلاعبين والمنتخب أخذ منه (5 أو 6) لاعبين، إضافة إلى غياب الدوليين الأجانب!! فسيكون في ذلك تعطيل وإضرار بالأندية بالذات الداعمة للمنتخب.
فهل تكافأ الأندية الداعمة للمنتخب بإجبارها على التخلي عن لاعبيها!؟
ولو أخذنا فريق الهلال مثالاً فإن اللاعب المحلي الذي يلعب يومياً تدريبات قوية وجادة أمام نجوم مثل نيمار وسافيتش وميتروفيتش ونيفيز ومالكوم وكوليبالي وبونو سيرتفع مستواه وتتضاعف جودته الفنية. فهل هذا أفضل له وللمنتخب أم أن انتقاله لفريق متوسط، أو أحد فرق دوري يلو!؟ ذلك أن وجود لاعبين مثل العويس واليامي وتمبكتي والبريك والمالكي والحمدان والشهري في الهلال يضمن لهم جودة فنية عالية من خلال المعايشة والاحتكاك اليومي مع النجوم الأجانب والمحليين الكبار. أما انتقالهم لفرق الوسط ودوري يلو فذلك يعني هبوط مستوياتهم، وخسارة المنتخب لعناصر مهمة يعتمد عليها.
أتمنى أن يراجع اتحاد الكرة هذه القرارات، ولا مانع أن يتراجع عنها إذا ثبت له مع مزيد من الدراسة، والاستعانة بآراء الخبراء بأنها لا تحقق الفائدة المرجوة، بل إن ضررها أكبر نفعها.
إن رفع عدد الأجانب في الأندية يحقق فائدة واحدة فقط وهي رفع مستوى القوة والإثارة والتسويق في الدوري. ولكن ذلك كله يأتي على حساب منتخب الوطن ومصلحته. أما تقليص قوائم اللاعبين في الأندية فلا يحقق أي فائدة، بل فيه ضرر على الأندية واللاعبين والمنتخب.
كما أن من أضرار رفع عدد اللاعبين الأجانب إلى (10) وتقليص قوائم الأندية إلى (25) صرف نظر الأندية عن الأكاديميات الكروية التي أنشأتها، حيث سيكون الاهتمام بهذه الأكاديميات معدوماً، والإنفاق عليها هدراً للمال، لأن الأندية ستعتمد على اللاعب الأجنبي الجاهز، ولن تنتظر الأندية مخرجات أكاديمياتها، وبالتالي لن تنفق عليها.
زوايا
** تسويق اللاعب ساديو ماني الذي تتجه إدارة النصر للاستغناء عنه سيكون صعباً للغاية ولن يحقق أي عائد مالي يوازي قيمة التعاقد معه. وربما تكون محطته أحد أندية الدرجة الثانية الأوروبية. أو فرق الوسط في دوري روشن.
** في الموسم الجديد الذي سينطلق الشهر القادم يشارك الهلال في بطولة كأس العالم للأندية، ولهذه المشاركة حسابات دقيقة لدى إدارة ومدرب الهلال. كما أن على اتحاد الكرة واجبات في دعم ممثل الكرة السعودية في هذه التظاهرة العالمية. ولا يحتاج الهلال دعماً أكثر مما حظي به الاتحاد عندما شارك في النسخة الماضية من نفس البطولة، حيث سمح له بتسجيل عشرة لاعبين أجانب. وهذا ما يحتاجه الهلال فقط من اتحاد الكرة. فهل تتم المساواة بين ممثلي الكرة السعودية!؟ أم أن معيار العدالة يرى غير ذلك!؟
** تحديد أوقات مباريات دوري روشن للموسم الجديد يجب أن يكون عادلاً، وألا يحظى أحد الفرق بإقامة مبارياته في الوقت الذهبي (الساعة 9) بشكل دائم كما حدث الموسم الماضي.
** عندما ينطلق الموسم الكروي الجديد سيكون أمام نجم الهلال مالكوم شهر ونصف للعودة، وأمام نيمار شهران!! غياب مؤثر ولا شك.
** استقطاب خمسة حكام دوليين من نخبة حكام العالم كمحترفين ومتفرغين لإدارة مباريات المسابقات الكروية السعودية سيحدث نقلة كبيرة في الأداء التحكيمي.