محمد العبدالوهاب
حتى وإن كانت الشعوب الكروية تتطلع من منتخباتها على أرض الملعب إلى المتعة والإثارة وتحقيق النتيجة، يظل التصنيف الدولي مرجعا لتحفيز المنتخبات بالمنافسة على تحقيق المراكز المتقدمة من حيث المستويات بإعطائها ميزة في قرعة البطولات لما لها من أهمية في الاعداد واستمرار المشوار نحو المنافسة على الألقاب وأحقية الاستضافات، فضلا عن تحقيق الهدف الأسمى المتمثل في مكانة معنوية كأفضل المنتخبات على الصعيد العالمي.
أقول: لا شك نتائج التصنيف الأخير من المتابعين والمهتمين لكرتنا السعودية أصابهم الاستغراب بما حصل عليه المنتخب من مركز ألحق بالمحبين الإحباط! الذي أجزم فيه أن أصابع الاتهامات جمعيها تصب في إدارة المنتخبات فقط، لا للأجهزة الفنية ولا اللاعبين دور فيه أي مسؤولية تجاه هذا الانحدار المخيف، على الرغم من أنه ومن البديهيات المعروفة ويؤكده خبراء الرياضة في العالم.. يجب أن يجتمع فيها عاملا الفكر والاحترافية لتوفير بيئة نموذجية لتحقيق الإنجازات، وأعتقد أن المشهد الحالي يفتقد فيه توفير تلك المطالب، بدليل أن التأسيس الصحيح للمراحل السنية معدوم والأكاديميات التي أعلن عنها من قبل لم نشاهدها بعد، وفي المقابل تم إلغاء الدوري الأولمبي تحت 21 سنة، وتقليص قوائم الأندية إلى 15 لاعبا محليا!
إنني أتساءل هنا: أين الكفاءات الفنية الوطنية التي كانت تملك الخبرة في إنجازاتنا الرياضية السابقة وأعني بها المدربين واللاعبين والخامات الإدارية المبهجة عطاء ومسؤولية وغيرها.
كنت أتمنى وجودها في المشهد حتى لو لم تتم الاستعانة بهم كلجنة (استشارية) الذي أزعم بأن أولوياتها ستبدأ باستقطاب مدرب يتوازى مع طرق مدربي أنديتنا من حيث الخطط والتكتيك وتوظيفها للاعبين كنمط سائد بفرقها، وهذا لم يؤخذ بالاعتبار من قبل الإدارة الحالية للمنتخب بدليل ما شاهدناه بعد انضمام لاعبي المنتخب باختلاف الطرق التدريبية واختلاف الأدوار الفنية وما يتطلبه منهم المدرب بتطبيقه على أرض الملعب تظل جديدة عليهم ولم يعتادوها طوال الموسم مع أنديتهم، في ظل تداخل المسابقات المحلية والخارجية وعدم رؤية تنظيمية في الوقت والزمن وبلخبطة الرزنامة التي ظلت ولأعوام تخضع لعشوائية التنظيم!
دعوني أتوقف وأتأمل حيال ما مهدت له تلك الرؤية العظيمة 2030 للقطاع الرياضي وبناء مستقبله على كافة الأصعدة ومن خلال دعمها المادي السخي - غير المسبوق - ومستهدفاته نحو تحقيق التميز وتعزيزه بعمل احترافي لبناء مجتمع رياضي حيوي إضافة لمشاركة مختلف الفئات السنية في الأنشطة الرياضية المختلفة، وتركيزها على الكثير من البرامج والمبادرات لتطوير المنظومة وحوكمتها.
أخيراً أقول: ونحن على عتبة استضافة لحدثين تاريخيين أحدهما قاري متمثل بكأس آسيا 2027 والآخر وهو الأهم يتمثل بمونديال كأس العالم 2030، والتي ستكون امتدادا لاستضافات سابقة عالمية أصبحت فيه المملكة (قبلة) مفضلة لمختلف الدول من رياضة وسياحة واستثمار، لذا.. ومن المؤلم أن تكون فيه إدارة منتخبنا تدار بفكر الهواة وسط التطور المتنامي من الاحترافية بمختلف القطاعات التنموية!.
آخر المطاف
الحصول على فريق عمل أمر في غاية السهولة، إلا أن الجزء الأصعب يتمثل في وجود روح التناغم والانسجام التام في إنجاحه.